برنامج الشباب التابع لمنظمة دول التعاون الاسلامي يتعرض للاستغلال لأغراض سياسية
وكالات بوابة البرلمانشهد حفل اختتام فعاليات "الدوحة عاصمة الشباب الاسلامي 2019 " الذي نظمته حكومة قطر فضيحة أخرى لمنظمة دول التعاون الاسلامي التي تضم 56 عضواً. حاول هذا الحدث الذي نُظم في دولة قطر من قبل منتدى شباب منظمة دول التعاون الاسلامي ، والذي تحتضن مقرها الرئيسي مدينة اسطنبول التركية ، تقديم الشباب السوري لحضور اجتماع منظمة دول التعاون الاسلامي تحت راية الائتلاف الوطني السوري الغير معترف به في محاولة منهم لتقديم هذا الائتلاف الوطني السوري كممثلين شرعيين للجمهورية العربية السورية.
في الوقت الذي تعترف فيه فقط قطر من الدول العربية إلى جانب تركيا وعدد قليل من الدول الغربية بالائتلاف الوطني هذا باعتباره الممثل الوحيد لسوريا ، فإن منظمة دول التعاون الاسلامي التي بموجبها عقدت هذه الفعاليات لم تعترف بهذا الكيان المكون من عدد من جماعات المعارضة السورية المدعومة أساسًا من تركيا وقطر. على العكس من ذلك و وفقًا لقرار منظمة دول التعاون الاسلامي في بداية الحرب الأهلية السورية ، تم تعليق مقعد سوريا في منظمة التعاون الاسلامية التي يتم فيها اتخاذ القرارات على أساس توافق الآراء.
ومع ذلك ففي 16 كانون الثاني / يناير 2020، حضرت مجموعة من الشباب السوري من المقيمين في قطر وتركيا مراسم حفل اختتام الدوحة - عاصمة الشباب الإسلامي التي نظمت تحت رعاية منظمة دول التعاون الاسلامي من قبل منتدى التعاون الاسلامي للشباب ICYF التابع لمنظمة دول التعاون الاسلامي ومقره في تركيا. و حسب موقع ما يسمى "السفارة السورية في الدوحة" والذي هو جزء من مكونات الائتلاف الوطني السوري الغير معترف به ، أقيم الحفل في المسرح الرئيسي بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات ، وحضره وزير الثقافة القطري صلاح بن غانم العلي و رئيس جهاز التخطيط والإحصاء القطرية صالح بن محمد بن سالم آلنابت ، ووزير الشباب البنغلاديشي زاهد احسان والسيد طه أيهان رئيس منتدى دول التعاون الإسلامي للشباب ICYF وعدد من المسؤولين عن الشباب في الاردن وفلسطين والكويت وكذلك حضر الحفل عدد من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية في قطر الذين شهدوا أن وفد الشباب السوري المرافق لـ "سفير الائتلاف الوطني السوري في الدوحة" نزار الحراكي شاركوا جميعًا في الحفل كممثلين حصريين لسوريا تحت راية الائتلاف الوطني الغير معترف به من قبل منظمة دول التعاون الاسلامي
التحقيق الذي أدلى به مصدرنا كشف أن عواصم الشباب الإسلامي هو احد البرامج الذي ترعاها منظمة دول التعاون الاسلامي والذي تنظمه اسطنبول، ويستظيفه منتدى دول التعاون الإسلامي للشباب ICYF باعتباره فرع الشباب لمنظمة دول التعاون الاسلامي. ذكر مصدرنا الدبلوماسي أن مثل هذه البرامج يجب أن تلتزم بقواعد ولوائح المنظمة الدولية التي في هذه الحالة تمثل قواعد منظمة دول التعاون الاسلامي المكونة من 56 عضوا ومقرها في جدة. ومع ذلك ، فإن دعوة ممثلي الشباب السوري تحت راية الائتلاف الوطني السوري وتقديمهم كممثلين سوريين شرعيين وحصريين تتعارض مع قرار منظمة دول التعاون الاسلامي بتعليق المقعد السوري في المنظمة بالكامل. على الرغم من المحاولات العديدة التي قامت بها تركيا وقطر في الماضي لتثبيت الائتلاف الوطني في منظمة دول التعاون الاسلامي ، إلا أن الدول الأعضاء البالغ عددها 56 دولة لم تتوصل إلى إجماع وتركت مقعد سوريا فارغًا.
وبالتالي فإن هذه الفضيحة التي قام بها منتدى دول التعاون الإسلامي للشباب ICYF في منظمة دول التعاون الاسلامي في تركيا ووزارة الشباب والثقافة القطرية ليست أكثر من محاولة لإضفاء الشرعية على التحالف الوطني في منظمة دول التعاون الاسلامي من الباب الخلفي ووفقًا لبيان صحفي لما يسمى بالسفارة السورية في الدوحة ، فإن هؤلاء الممثلين السوريين "أظهروا إبداعهم خلال أنشطة العاصمة التي احتضنتها الدوحة طوال عام 2019". وهذا يعني ان محاوللت اضفاء الشرعية على الائتلاف السوري قد تمت من خلال اشراك قطر وتركيا للائتلاف السوري من خلال سفارته في قطر في عدد من فعاليات الدوحة عاصمة الشباب الاسلامي طوال عام ٢٠١٩ وهي فعاليات رسمية تتبع لمنظمة التعاون الاسلامي وتنفذ من خلال منتدى الشباب الذي مقره اسطنبول.وهذا تحد صارخ لاجماع الدول العربية
ومع ذلك ، فإن هذا التطور يأتي في وقت غريب عندما تتخذ جامعة الدول العربية بعض الخطوات لإعادة إشراك دمشق في صفوفها. بعدما قررت المملكة العربية السعودية في عام 2017 قطع التعامل مع الائتلاف الوطني المعارض بينما أعادت الإمارات العربية المتحدة و مملكة البحرين فتح سفارتيهما في دمشق وفي الوقت نفسه فقد صرحت جمهورية مصر العربية أنه ليس لديها اي شرط مسبق لاعادة سوريا في جامعة الدول العربية. في أعقاب كل هذه التطورات فان الخبراء المختصين في العلاقات الدولية قد قيموا هذا العمل على انه محاولات لإضفاء الشرعية للتحالف الوطني من الباب الخلفي مثل تلك التي عقدت في الدوحة تحت شعار منظمة دول التعاون الاسلامي باعتبارها محاولات غير مجدية من قبل داعمين الائتلاف الوطني السوري المعارض لفتح جبهة جديدة ضد الموقف العربي في منظمة دول التعاون الاسلامي . لكن من المثير للاهتمام أن الهيئات الثقافية لمنظمة دول التعاون الاسلامي التي ينبغي أن تكون ذات طبيعة غير سياسية مثل منتدى الشباب الإسلامي تم استخدامها في السياسات المعادية للعرب. وقد كشف البحث في منتدى شباب منظمة دول التعاون الاسلامي أن هذه المنظمة تحمل صفة "مؤسسة منتمية" لمنظمة دول التعاون الاسلامي ويقع مقرها في إسطنبول وقد تعرض رئيسها الحالي السيد طه أيهان وهو مواطن تركي ، في الماضي القريب لانتقادات في وسائل الإعلام العربية وذلك بسبب عزله الممثلين المنتخبين للعديد من الدول في مجلس الشباب بمن فيهم ممثلوا الدول العربية وتجاهله بقية الدول الأعضاء في منظمة دول التعاون الاسلامي ، واتخاذ قرارات فردية بشأن أنشطة المنتدى.
ومع ذلك يبقى السؤال - هل تتسامح منظمة دول التعاون الاسلامي التي يقع مقرها الرئيسي في جدة مع المحاولات المتعمدة من تركيا وقطر لإساءة استخدام برامج الشباب في اجندات سياسية وتعزيز الموقف المعادي للعرب.