د. هشام ماجد يكتب : القانون الذى حير العالم
بوابة البرلمانعندما أقوم بعرض ابحاثى عن قانون الأسره المصري في مؤتمرات محلية أو عالمية في كل مرة يثبت لى قانون الأحوال الشخصية المصري الحالي أنه لغز غامض حير الجميع ، علماء وفلاسفة ومفكرين في جميع بلاد العالم وليس مصر فقط.
كيف سيشعر الطفل عند وفاة امه ومازال الزواج قائم بين الأب والأم، عندما يتم اختطافه بقوه هذا القانون من حضن أبيه الي العيش مع شخص آخر بصرف النظر عن المستوي الاجتماعي أو التعليمي لهذا الشخص ليصبح هذا الطفل يتيم الأم والأب معا ومازال والده علي قيد الحياه فيما يعرف الآن في مصر بملايين من " الآباء الأرامل " !
وكيف سيدرك الطفل مشاعر الفقد وعدم وجود الأب بجانبه؟
وماهي الأعراض التي يعبر بها عن الفقد ؟
وما هي التساؤلات التي تطرأ على تفكيره بعد الفقد؟
إن الطفل يدرك فقده لوالديه حتى في مرحلة الرضاعة ولكن مفهوم الطفل للفقد ورد فعله تجاهه يختلف باختلاف مرحلته العمرية.
* مرحلة الرضاعة:
أحد المراحل العمرية التي يشعر خلالها الطفل بفقد احد والديه إذ لا يدرك المعنى المفصل، ولكنه يفقد العناصر المرتبطة بوجود الأب كصوته ورائحته وملامح وجهه وحركته أمامه، كما يلاحظ انخفاض مستوى الإهتمام به ويعبر عن انزعاجه بتكرار بكائه.
* من سنتين إلى ثلاثة سنوات:
الأطفال حتى عمر السنتين لا توجد لديهم قدرة على إدراك مفهوم الفقد الكامل أيضا وفي عمر الثلاث سنوات يكون إدراك مفهوم الفقد كحالة السفر المؤقت للأب ولا يدركون كونه نهائياً وأنّ الأب لن يعود فيقوم الطفل بالبحث على الوالد وانتظار عودته فمثلاً يقوم الطفل بإبقاء الباب أو الشبّاك مفتوحاً، يناديه، يكرر ممارسات أو طقوساً كان يقوم بها مع الأب قبل انتزاع الحضانة وحرمانهم من حقهم الطبيعي.
* من ثلاث سنوات إلى خمس سنوات: يرتفع إدراك فقد الأب هنا في هذه السن ولكنه ماذال محدود، التعبير عن الفقد يظهر في شكل مشكلات جسمية ونفسية كمشكلة التبول اللاإرادي ، الآم المعدة ، الطفح الجلدي ، إرتفاع درجة الحرارة ، إضافة إلى ملاحظة تراجع الطفل إلى سلوكيات مرحلة سابقة لعمره ، وقد يعاني فجأة من الخوف من الظلام ، قلق وغضب وحزن ، نوبات بكاء وهنا تنتابه مشاعر الذنب لاعتقاده بأن فقد والده هي عقاب له على سوء تصرفه.
* من عمر خمس إلى تسع سنوات: يستوعب الأطفال في هذا العمر فكرة فقد الأب، وأنهم قد تم حرمانهم من مشاعر واحاسيس وهبها الله لهم وحرمت عليهم بقوانين البشر ، وهنا يعاني الطفل من صعوبة في تأدية واجباته المدرسية وأيضا قد يعاني من صداع والآم بالمعدة قبل الذهاب للمدرسة أو أثناء تواجده.
* من تسع إلى أثني عشرة سنة:
الطفل في هذه المرحلة العمرية يكون قد طور مفهوم ناضج للفقد، ولكن قد يخفي انفعالاته والآم الفقد فيحاول أن يظهر الشجاعة والقوة أمام أفراد عائلته وأصدقاءه وزملائه بالمدرسة بينما يظهر حزنه والآم فقده في صورة مشاكل تعليمية أو سلوكية بالمدرسة كأن يضعف تحصيله الدراسي، التمرد ضد النظام والسلطة المدرسية، العدوان على زملاءه هذه السلوكيات هي "صرخة" من أجل المساعدة .
وهنا نأتي الي اللحظات الفارقة في حياة الطفل والتي قد تؤدي الي تشوه بالذات والانكسار والحسرة وفقد الثقة بالنفس والمرض النفسي وهي التساؤلات المخيفة تلك...
- هل فقدت أبي بسبب سلوك خاطئ قمت أنا به؟
- هل أنا سافقد إبني مثل أبي؟
- من سيعتني بي الآن؟
- هل سأعود الي حضن أبي يومآ ما؟
لن يجد أحد آيه إجابات على أسئلتك أيها البرئ إلا بعد تعديل هذا القانون.
والتساؤل الأخطر الذي يطرح نفسه ومحير للجميع من المستفيد من هذا الوضع الخطأ ؟
هل هو الطفل أم الأب أم الأم أم منظمات المجتمع المدني أم مصالح شخصية !؟
سؤال لا أجد له إجابة إلا شئ وأحد أن من يدفع فاتورة هذا العبث بأطفال مصر هو الوطن