النائبة سكينة سلامة تكتب .. عن الجمعة البيضاء
سكينة سلامة بوابة البرلمانمنذ أيام أعدت ابنتي قائمة مشتريات تشمل أصنافا مختلفة من مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والشعر ، إلى الملابس والاكسسوارات في تقليد سنوي عالمي فيما يعرف بال black Friday حيث يهرول الجميع للاستفادة من الخصومات التي تنهال بها علينا المتاجر والعلامات التجارية.
شملت تلك القائمة بعض مستلزمات الديكور، وهو ما استوقفني وأخبرتها اننا لا نحتاج إلى كل هذا واننا بالفعل نمتلك قطع ديكور شبيهة باختلاف الألوان ربما أو بعض اللمسات الحديثة فيما يعرف بالطرازالبوهيمي.
ردت أن التغيير مطلوب وأن القطع القديمة ألوانها وذوقها لا يناسب الذوق الحالي، كما "أن العين تحب أن ترى الجديد يا ماما".
قد تكون محقة بالفعل فأنا لا أدعي أية خبرة فنية من قريب أو بعيد. ولكن ما أدهشني هو تلك العين التي تتحدث عنها، ترى أين كانت تلك العين المحبة للتغيير حين كانت بيوتنا تحتفظ بنفس الديكور لعشرين عاما إن لم يكن أكثر، ولم نكن نسمع عن أن أحدهم يغير أثاث أو ديكور المنزل إلا ربما في حالة انتقاله إلى منزل جديد وهي بهجة يصحبها دائما بعض الأسى. لم يكن يؤرقنا كثيرا عدم مواكبة ذوق المنزل لما جد من تغييرات في عالم الديكورات أو غيرها.
ما أفهمه جيدا هو أننا إذا أردنا التغيير نخرج للتنزه، نذهب إلى النادي، نجلس في مقهى أو كافيه، فما فائدة كل تلك المقاهي الجديدة إذا بديكوراتها المتنوعة والمثيرة للدهشة أحيانا، إذا لم تكن بهدف إشباع ذلك التغيير المطلوب.
وأتساءل أين ذهبت الألفة من كل هذا؟ هذا الشعور بالدفئ والاطمئنان حول بعض القطع التي شاركتنا الكثير من تفاصيل حياتنا؟
ساعة الحائط التي شهدت حفل الميلاد الأول، والطاولة الخشبية الصغيرة في الشرفة حيث نحتد دائما في نقاشاتنا لتتساقط أكفنا عليها بالضربات لسبب غير محدد! أن نخطو على قطعة السجاد ذاتها حين ندخل إلى المنزل لتحمل عنا بترحاب ما يتساقط منا من تعب وإرهاق. قاطعت أفكاري بسؤالها وهي تشير إلى صورة على الآيباد " ماما ما رأيك في هذه السجادة الجديدة"؟