تعرف على أقوى 7 آلام نفسية تواجهها في حياتك.. وتجنب ”العزلة” فهي عدو الشفاء

هناك بعض الآلام النفسية تبقى دائما جزءا من الإنسان، فعندما تستيقظ من النوم وتشعر بألم مألوف في قلبك، ولا تتذكر متى أصابك ذلك الجرح، ولكنه مازال على أي حال قائما.

فعلت كل شيء بوسعك كي تتعافى منه، بدأت علاجا أسبوعيا وبرنامجا تدريبيا ومراقبة نظامك الغذائي وبدأت تقرأ كتب التنمية الذاتية التي تتراكم على الرف، ولكن مع ذلك يظل الجرح عندك ونادرا ما يغادرك، حتى إذا نسيته للحظات قصيرة، ما يلبث أن يعود إليك على الفور، ليذكرك بشكل مؤلم بأن شيئا لم يتغير في حقيقة الأمر .

قال الدكتور سيان جروفر أخصائي العلاج النفسي، والمحاضر والمؤلف الأمريكي إن الآلام النفسية التي لا تشفى نادرا ما يجري مناقشتها علانية ودائما ما تواجه بالإنكار، ففي عالمنا الذي يركز دائما على الحل، مثل هذه الجراح تزج في مناطق الظل أو تلاقى بلا مبالاة فارغة .

وأضاف جروف في مقاله الذي نشره موقع «سيكولوجي توداي» المتخصص في الدراسات النفسية أن هناك في واقع الأمر جارح سوف تظل جزءا منك، وعلى الرغم من أنها لا تحدد من أنت، إلا أنها تبقى «تذكيرا يوميا» بتحديات غير متوقعة قد تعترض تطريقك

وتابع جروفر، بأنه قبل أن نتعرف على كيفية التعامل مع هذه الجراح، لنر أولا ما هي أكبر سعة منها تظل بلا علاج، والتي تتمثل في :

- وفاة حبيب، فقد الزوج أو الزوجة، الأب أو طفل، ربما كان أعمق جرح يمكن أن يمر به الإنسان، عندما يؤخذ منك من تحبهم، فإنك تكافح كي تستمر، تشعر كل يوم أنك تناديهم وتتحدث معهم وتشارك معهم شيئا ما، ثم تتذكر بأنهم رحلوا، وتركوا مكانا في قلبك لن يملأ أبدا .

- المرض النفسي، على الرغم من أنه ليس هناك علاجات ناجحة للأمراض النفسية المزمنة، إلا أن المرضى غالبا ما يرفضون التعاون، ربما تركوا العلاج أو توقفوا كلية عن تناوله أو يعتمدون على آبائهم وأحبائهم في إنقاذهم .

- الإدمان، وهو مصيبة قاسية، فالشخص الذي تحبه مازال هناك، ولكنه لم يعد هو نفس الشخص الذي تعرفه، والأسوأ من ذلك أن المدمنين ربما يكتسبون مهارات في الكذب واستغلال من يحبونهم، ولسوء الحظ الأمل قصير الأجل حيث أنهم يملون للانتكاسة مرارا وتكرارا، فرؤيتك لشخص تحبه ينزلق في الإدمان هو ألم يحطم القلب بحق .

- المرض المزمن، عندما يخبرك الطبيب بأنك مصاب بمرض، فإنك ترفض تصديقه، لأنك تتصور أنه غير ممكن، وبغض النظر عن عدد المرات التي تتساءل فيها عن السبب قائلا لماذا؟ فإنك لن تجد الجواب، لذا تحاول أن تتعايش بنميا تقاوم الخوف من أن تسوء حياتك، فاللمرة الأولى تشعر أن حياتك لها تاريخ انتهاء (مثل فترة الصلاحية ).

- الخيانة، وجرحها يكون عميقا عندما تكون من شخص مقرب إليك، فلديك مشكلة مع الثقة في الآخرين وتدفع بهم بعيدا عنك لأنك لا تريد أن تتعرض للألم مرة ثانية، ربما تختار العزلة أو تدير ظهرك للعالم، مقنعا نفسك بأنك أفضل حالا بمفردك، فالخيانة لا تجعلك تشك فقط في الآخرين، ولكن تجعلك تشك في نفسك أيضا .

- الإصابة المستمرة، عليك أن تتعلم من جديد كيف تتحرك عبر العالم، فالمهام اليومية التي كانت في وقت ما بسيطة، تحتاج الآن إلى بذل كثير من الجهد، والناس ينظرون إليك بعين الأسف والشفقة، مما يجعلك تشعر بالأسى وأنك صغير، تريد أن تتخلص من إصابتك، ولكنك مرغم على التعايش معها .

- الصدمة العقلية، وهي تترك أثرا يستمر ويمكن أن يغير مسار حياتك، وربما تقوض من قدرتك على الشعور بالأمان والثقة بالآخرين، أو التحرك في الدنيا بلا خوف، فعندما تنشط هذه الصدمة، يتوقف الزمان والمكان، وتجد نفسك محاصرا في شعور بالذعر الذي حدث في لحظة إصابتك بهذه الصدمة، هذا الذعر ربما يعيش داخلك ويسيطر عليك في أي لحظة .

وقدم الدكتور جروفر ثلاث طرق للتعامل مع هذه المتاعب والآلام النفسية وهي :

- حول ألمك إلى «رسالة»، فهناك كثير من المرضة وجهوا ألمهم إلى شعور عميق بالرسالة، على سبيل المثال، تعافى صديق من المرحلة الرابعة بمرض السرطان ووجد معنى للحياة عندما بدأ التطوع في المستشفيات ويقدم النصح للأسر ومرضى السرطان .

- شارك المك، فالعزلة هي عدو الشفاء، تواصل مع الآخرين خاصة من عانوا من تجارب مشابهة، فالاشتراك في مجموعة دعم أو العلاج الجماعي، هو أسولب رائع وآمن كي تمارس الحديث بقلب مفتوح وتدع الآخرين يقتربون منك، كما أن الصلاة والتأمل سوف يساعداك على العثور على معنى في الألم .

- استمر في النمو، الحزن على ألمك مهم وضروري، ولكن لا يجب أن يسيطر على حياتك، لا تعطيه قوة للسيطرة عليك من خلال لعبك دور الضحية، اعترف به، ثم تقدم للأمام على الرغم من شعورك، كن أبا صالحا من خلال ممارسة الرعاية الذاتية أو توسيع منافذك الإبداعية والاجتماعية .