أحمد الحضري يكتب .. المستشار حنفي جبالي .. المنضبط


بهدوء جم ، وعلم راسخ ، وثقة كبيرة ،ولغة رصينة وخبرة نادرة باحكام الدستور والقانون ، وتواضع العلماء وبصبر جميل يقود المستشار الجليل حنفي جبالي مجلس النواب في فصله التشريعي الثاني بأداء لافت ، استطاع أن ينال رضاء المصريين من مختلف الأطياف السياسية الذين يتحدثون كثيرًا عن هذا الاداء البرلماني الراقي والمتحضر .
هذا الأداء البرلماني الفريد جعل حدة الهجوم على مجلس النواب تخفت تماماً عكس سنوات قريبة مضت نال فيها المجلس ماناله من هجوم وسخرية كانت تشعل وسائل التواصل الاجتماعي كثيرًا .
يملك المستشار حنفي جبالي الصارم بمحبة والقوى بلا افتعال والحريص على احترام التقاليد والسوابق البرلمانية طاقة كبيرة على قيادة مجلس النواب في هذه الظروف التي تمر بها البلاد بكل ثقة وموضوعية ، يمنح الكلمة للجميع من يؤيد ومن يعارض ولا يسمح بتجاوز أو اختراق للآداب ويحذف من المضبطة كل ما من شانه أن يؤدي الي فقدان المجلس وقاره وهيبته بدعوى حرية النائب فيما يقول تحت القبة فالحرية مسئولية .
منذ اللحظة الأولى لاعتلاءه منصة مجلس النواب ، لفت الأنظار اليه بصرامته ولغته الرصينة وقوته على الحسم والضبط وبمنتهى الود تجد أثرًا طيبًا ومحبة كبيرة ينالها من النواب باختلاف انتماءاتهم السياسية .
وانعكست قوة رئيس البرلمان في قوة نوابه واداءهم فاقتحم البرلمان ملفات ساخنة عديدة ولم تسلم مختلف وزارات الحكومة وهيئاتها من سهام النقد الموضوعية على ألسنة أعضاء البرلمان ، ولم يكن ذلك ليحدث لولا وجود رئيس مجلس قوي ، يؤمن بحق النواب في ممارسة دورهم الذي كفله الدستور والقانون على الوضع الأمثل .
وناقش المجلس في دورته البرلمانية الماضية وقبل الماضية عشرات من طلبات الاحاطة والبيانات العاجلة والاقتراحات والشكاوي وكذا مشروعات القوانين التي تعالج مختلف أوجه الحياه في مصر بكل تجرد وموضوعية وإهتمام .
ولم ينفصل مجلس النواب بقيادة المستشار حنفي جبالي عن الشارع المصري ونبضه ومشكلاته طوال دورتين برلمانيتين ما يشير إلى ترجمة ما يريده الشعب في
شكل أدوات رقابية وتشريعية تحقق للمواطنين أحلامهم وما يصبون اليه قدر المستطاع .
بكل موضوعية وصدق ، نجح المستشار حنفي جبالي في قيادة البرلمان وليس هذا بمستغرب عليه فقد كان على رأس المحكمة الدستورية العليا وكان ولا يزال عالماً كبيراً وفقيها دستوريًا مهماً وسندًا للشعب المصري تحت قبة البرلمان .
ولاشك ان المصريين ينتظرون منه الكثير في دور الانعقاد الثالث الذي يفصلنا عنه ايام قليلة خاصة في ظل التحديات التي تواجهها مصر في ظل ظروف عالمية متغيرة بوتيرة متسارعة أربكت مختلف دول العالم ولا تزال تلقى بظلالها على الاوضاع السياسية والاقتصادية محليًا وإقليميًا وعالميًا.