×
بوابة البرلمان

    رئيس التحرير أحمد الحضري

    السبت 12 يوليو 2025 10:04 صـ
    منوعات صحتك

    د. محمد الوصيفي ... هل الأدوية النفسية تسبب إدمان ؟

    بوابة البرلمان

    توجد أفكار خاطئة عند الكثير بأن الأدوية النفسية تسبب الإدمان ؛ مما يجعل المرضى ترفض العلاج الدوائى ؛ ولذا يجب علينا في هذا المقال معرفة مايحدث في الدماغ في أشهر الإضطرابات النفسية و العقلية ، وكيفية عمل الأدوية النفسية المعالجة لها .

    أولا : الإضطرابات النفسية تتعلق بحدوث خلل في كيمياء المخ ، أو " النواقل العصبية " في الدماغ ، و العلاج الدوائي هنا يعمل على إعادة توازنها .
    هذا وتصنف الأدوية النفسية إلى " مضادات الاكتئاب ، و مضادات الذهان ، و مثبتات المزاج ، و المهدئات " .

    أما عن " ماذا يحدث في الدماغ و تأثير الدواء ؟
    فهو يختلف من حالة إلى أخرى فمثلاً في حالة
    الإكتئاب ينخفض في الدماغ تركيز كلا من :
    السيروتونين Serotonine " هرمون السعادة " ، والنورإيبينفرين Norepinephrine " وهو هرمون اليقظة و الانتباه " ، بالإضافة إلى الدوبامين Dopamine " وهو هرمون السعادة و النشاط و التحفيز " ، وهنا نجد أن غالبية الأدوية المضادة للإكتئاب تعمل على رفع مستويات تلك المواد " نواقل عصبية " ؛ فيرتفع المزاج و يخف الإكتئاب .

    أما في حالة اضطرابات القلق فبشكل عام تضعف فعالية مادة غابا GABA " وهي المسؤولة عن الاسترخاء و الهدوء و الطمأنينة " ، ولذلك تفيد الأدوية الموصوفه لها في زيادة فاعلية مستقبلات GABA في تخفيف القلق و الاسترخاء و الهدوء .

    وعن حالة الوسواس القهري OCD ، نجد حدوث انخفاض في تركيز السيروتونين و تقل فعالية غاما GABA ، وكل الأدوية المعالجة للوسواس القهري تعمل على رفع السيروتونين ، و عادة ما يخفف القلق المرافق لا سيما في المرحلة الأولى من العلاج .

    وعندما نتحدث عن مايحدث في حالات الفصام بأنواعه ، نجد ارتفاعاً في الدماغ بشكل كبير لمادة الدوبامين Dopamine " المسؤولة عن المتعة و التحفيز و النشاط " ، مسببة الفصام والذهان ، ولهذا تعمل جميع الأدوية المضادة للذهان " القديمة و الحديثة " على خفض فعالية الدوبامين وذلك بحصر مفعوله و إبطال فعالية الدوبامين الزائدة ، فيهدأ المريض و يرجع النوم طبيعياً ، وتزول الضلالات و الهلاوس .

    هذا وفي مرضى ألزهايمر ينخفض تركيز " الأستيل كولين " ، مما يسبب النسيان و بقية الأعراض الخاصة بالخرف ، و تعمل الأدوية التي تعالج هذا النوع من الخرف على رفع مستويات " الأستيل كولين " ، مما يحسن الذاكرة و بقية أعراض ألزهايمر .

    أما عن مرضى الهوس ، فيرتفع لديهم الدوبامين و السيروتونين ، ومن أفضل العلاجات ما يحصر فعالية " الدوبامين و السيروتونين " معاً وهي مضادات الذهان الحديثة ، وكذلك نضيف مثبت للمزاج بهدف العلاج و الوقاية .

    أما بالنسبة إلى مرض باركنسون " شلل الرعاش " : فإنه يحدث عند كبار السن في مابعد الستين و آليته عكس الفصام ، حيث يحدث قلة إفراز مادة الدوبامين من "منطقة بالدماغ" ، مما يسبب الرجفان و الصمل و بطء الحركة و بقية أعراض هذا المرض ، و أفضل علاج لهذا المرض هو إعطاء مادة الدوبامين و لكن نعطي طليعة هذه المادة ثم تعبر الحاجز الوعائي الدماغي و تتحول في الدماغ إلى دوبامين و بذلك تخف أو تزول أعراض مرض باركنسون .

    ومن كل ذلك يجب علينا أن نعلم بأن " مضادات الاكتئاب ، و مضادات الذهان ، و مثبتات المزاج " تعالج خللا في كيمياء المخ و أنها ليست مسكن ولا إدمان ، كما لا تسبب الإدمان ، حتى لو استخدمت لعشرة سنين ، مثلها مثل أدوية السكر و الضغط .

    أما المهدئات ، فإنها قد تسبب الإدمان عند الاستخدام الخاطئ لها ، ولذا يجب أن تكون تحت اشراف الطبيب ، ويتم وصفها لفترات محدودة لحين استقرار الحالة ، كما انها مصنفة جدول ثالث ، تصرف بروشتة و ليس من السهل الحصول عليها .

    مواقيت الصلاة

    السبت 10:04 صـ
    16 محرّم 1447 هـ 12 يوليو 2025 م
    مصر
    الفجر 03:19
    الشروق 05:02
    الظهر 12:01
    العصر 15:37
    المغرب 18:59
    العشاء 20:30