منال أحمد تكتب : 5 أسباب لفوز زوهران ممداني
بعيدًا عن الرواية التي يحاول البعض ترويجها عن دور حرب غزة في فوز الديمقراطي ممداني، أرجع استراتيچيون من الحزب الديموقراطي، ومنهم موريس كاتز، المخطط الاستراتيچي لحملة زوهران، أسباب فوزه لخمس نقاط:
- أهداف اقتصادية
بينما ركز كومو حملته الانتخابية على قضايا مثل الجريمة والسلامة، ركز ممداني على القدرة على تحمل التكاليف في مدينة لطالما اعتُبرت باهظة الثمن، ركز حملته بشدة على هذه القضية، حتى أصبحت مرادفة لحملته الانتخابية من البداية إلى النهاية.
في التجمعات الانتخابية، وقف ممداني مرارًا أمام لافتات كُتب عليها "مدينة نستطيع تحمل تكلفتها".
موقعه الإلكتروني يقول بوضوح إن ممداني: "يترشح لمنصب عمدة المدينة لخفض تكلفة المعيشة لسكان نيويورك من الطبقة العاملة".
كما حمل أنصاره لافتات كُتب عليها:
"بناء مساكن بأسعار معقولة" و"رعاية أطفال للجميع".
الرسالة الأوسع لحملة ممداني كانت: "الحياة لا يجب أن تكون بهذه الصعوبة. يمكن أن تكون نيويورك أيسر من حيث التكلفة، ومن واجب الحكومة توفير ذلك".
- رسالته كانت متسقة
في أعقاب انتخابات العام الماضي، أمضى الديمقراطيون وقتًا طويلًا في التفكير في رسائلهم. ومن الانتقادات التي وُجهت لحملتي هيلاري كلينتون الرئاسية لعام 2016 وكامالا هاريس الرئاسية لعام 2024، أن الناخبين لم يتمكنوا من فهم مبادئ كل مرشح ومبررات ترشحه.
لم يواجه ممداني هذه المشكلة أبدًا.
فلو أنك شاهدت ڨيديو إطلاق حملة زوهران، ستجد نفس الرسالة موجودة طوال الحملة.
- الخبرة السابقة لا تهم
لقد أمضى كومو الكثير من الوقت في الترويج لتجربته كحاكم لنيويورك ومعرفته بمفاتيح السلطة على المستوى المحلي والوطني، بينما سلط الضوء في الوقت نفسه على قلة خبرة ممداني.
ولكن في النهاية، لم يكن الأمر مهما.
استغل ممداني قلة خبرته لمصلحته؛ حتى أن المراقبين وجدوا أن حملته كانت، في بعض النواحي، نسخة تقدمية من حملة الرئيس ترامب الرئاسية لعام 2016، والتي تمحورت بشكلٍ كبير حول سردية مقاومة "المؤسسة الحاكمة".
- التواجد المكثف في كل مكان
لقد كان ممداني، الذي كان مجهولًا نسبيًا قبل أشهر، موجودًا في كل مكان وزمان وكان ذلك أحد الركائز الأساسية لاستراتيچيته.
ولم يعتمد فقط على وسائل الإعلام المدفوعة؛ بل تجاوز حدود الحملات الانتخابية التقليدية.
على سبيل المثال، عقد الأسبوع الماضي مؤتمرًا صحفيًا مخصصًا فقط لـ"المبدعين" والمؤثرين، مما أدى إلى توليد أكثر من 31 ألف بث مباشر ووصول إجمالي إلى عشرات الملايين.
كما ظهر ممداني بشكل مفاجئ يوم الأحد في الواحدة صباحًا في أحد الحانات المخصصة "لمجتمع الميم" في بروكلين، وتحدث من كابينة الدي چى، وقوبل بالهتافات والتصفيق. حتى أن الاشتراكي الديمقراطي نشر إعلانات على قناة فوكس نيوز.
- توجيه الطاقة إلى اليسار
على مدار العام الماضي، سلط بعض الديمقراطيين الضوء على الطاقة الموجودة في حزبهم باعتبارها من الجانب التقدمي، مشيرين إلى ممداني والممثلة ألكسندريا أوكاسيو كورتيز (ديمقراطية من نيويورك).
ولم تُخيّب آلية التنظيم المحيطة بحملة ممداني الآمال.
فقد ساهم الجميع، من جماعات العمال إلى المتبرعين الصغار، في دفع الحملة من الغموض إلى الشهرة.
ومع ذلك، حتى التقدميين يعترفون بأن حملة ممداني تقتصر على نيويورك ولا يمكن تكرارها في أي مكان آخر، وخاصة في ولاية متأرجحة.
وقال الخبير الاستراتيچي الديمقراطي إيدي ڨيل: "لقد خاض واحدة من أكثر الحملات الانتخابية إثارة للإعجاب حتى الآن، لكنني أعتقد أننا سنخدع أنفسنا إذا اعتقدنا أنه قادر على الفوز في پنسلڨينيا الآن".
وافقت سوزان ديل بيرسيو، المستشارة السياسية المقيمة في نيويورك، على هذا الرأي. وقالت: "لا ينبغي لأحد أن يُبالغ في تقدير تأثير فوزه على الحزب الديمقراطي. فقد جرى هذا السباق في ظل بيئة سياسية منعزلة في نيويورك".
أما عن يهود نيويورك، وهم من الأمريكان اليهود والنسبة العظمى لا تنحدر من أصول إسرائيلية ولا لها عائلات هناك، فقد تقابل مع حاخامتهم وأصدر بيانات بلغتهم التي يتحدثون بها، الياديش Yiddish، وأكد لهم أنه سيعمل على التصدي لمعاداة السامية.
وأما تهديده باعتقال نتنياهو إن هو زار نيويورك، فممدوني نفسه يعلم، ونتنياهو يعلم وترامب يعلم، والمحكمة الجنائية الدولية تعلم، أن الولايات المتحدة ليست عضوًا فيها ولا تخضع لأحكامها، ولا يمكن تنفيذ حكم لها على أراضيها، ولا علاقة لترامب بالأمر، بل أنه قرار لرؤساء سابقين.
في الانتخابات الأمريكية، لا يلعب الشان العالمي دورًا حاسمًا في اختيار المرشح، رفض الأمريكيون حرب العراق وخرجوا بالملايين ضد چورچ بوش الابن وطالبوا بمحاكمته كمجرم حرب، ثم أعادوا انتخابه لفترة ثانية.
الناخب الأمريكي، من الشباب وكبار السن، يشغله أولًا وأخيرًا البرنامج الاقتصادي والاجتماعي للمرشح
