اللواء عبد الحميد خيرت يكتب : تهنئة للدكتور رضا عبد السلام… ” رسالة نزاهة تُدرَّس”
في مشهدٍ انتخابيٍ شديد التنافس، وبين ضوضاء المال السياسي وتكدّس “الصناديق الخيرية” التي أصبحت تُستدعى في مواسم الاقتراع، يبرز نموذج استثنائي يعيد الاعتبار لمعنى العمل العام، ويؤكد أن الإرادة الشعبية قادرة – إذا شاءت – أن تنتصر للنزاهة. نجاح الدكتور رضا عبد السلام في انتخابات مجلس النواب بهذا الاكتساح اللافت لم يكن حدثاً عادياً، بل كان رسالة حيّة تُدرَّس عن كيف يمكن للسياسة أن تتنفس شرفاً واحتراماً.
لقد جاء فوز الدكتور رضا عبد السلام خالياً من أي مظاهر للإنفاق غير المشروع أو شراء الأصوات، بلا “كرتونة”، ولا وعود زائفة، ولا مسارات ملتوية. كان نجاحه امتداداً لمسيرته الفكرية والأخلاقية التي عرفها الناس، فبادلهم الاحترام بصراحة ووضوح، وبادلوه الدعم بحب وثقة. وهكذا جاءت الأصوات لا تُشترى، بل تُمنَح عن اقتناع، في مشهد يعكس وعياً شعبياً تجاوز محاولات الإغراء وأشكال الاستقطاب.
هذا النجاح يؤكد حقيقة لا يمكن تجاهلها: الناس ما زالوا يعرفون الفرق بين من يحترمهم ومن يتعامل معهم كأصوات تُباع وتشترى. من يطرق أبوابهم بسلّة غذائية اليوم، يغيب عنهم غداً… أما من يطرق عقولهم وقيمهم، فيسكن قلوبهم قبل صناديقهم.
كما يوجّه هذا الفوز رسالة قوية إلى كل من يظن أن الطريق إلى البرلمان لا يمر إلا عبر المال والنفوذ:
إن الكرامة لا تُشترى، وإن النجاح الحقيقي يُكتسب بالمبدأ، وبالاجتهاد، وبأن تكون قريباً من الناس، صادقاً معهم، مؤمناً بخدمتهم.
وفي الوقت الذي تتراجع فيه الثقة في بعض الممارسات الانتخابية، يظهر نموذج نظيف مثل الدكتور رضا عبد السلام ليعيد الأمل في أن الساحة السياسية لا تزال تحتمل الشرفاء، وأن المجتمع قادر – مهما واجه من ضغوط – على الانتصار لصاحب الفكرة على صاحب الكرتونة.
إن فوز الدكتور رضا عبد السلام ليس مجرد مقعد حُسم، بل قيمة انتصرت.
وانتخابه ليس رقمًا في كشف النتائج، بل شهادة تقدير شعبية لرجلٍ حافظ على نفسه وعلى ناخبيه وعلى رسالته.
وبهذه المناسبة، نتقدم له بخالص التهنئة على هذا الفوز المستحق، وعلى الصورة المشرفة التي قدمها خلال مسيرته الانتخابية. ثقة الناس كانت تتويجاً مستحقاً لنزاهته، ونأمل أن يكون أداؤه تحت قبة البرلمان امتداداً لهذا النموذج المضيء، الذي يحتاجه العمل العام اليوم أكثر من أي وقت مضى.
هنيئاً للدكتور رضا عبد السلام… وهنيئاً للناس بنائب اختاروه بقلبهم قبل أصواتهم











