ياسر قورة يكتب.. ما بين اتفاقية السلام و التطبيع
بوابة البرلمانفي عام 1978 قام الرئيس الراحل الزعيم محمد أنور السادات بتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل برعاية أمريكية بعد ان انتصر الجيش المصرى في حرب 73 على إسرائيل و استعاد سيناء الى أحضان مصر مرة أخرى. منذ عام 1978 و حتى الان تم تفعيل بعض بنود اتفاقية السلام و منها التبادل الدبلوماسى للسفارات بين البلدين و فتح قنوات الاتصال بين البلدين فيما يخص القضية الفلسطينية و الصراع العربى الاسرائيلى و قضايا الامن القومى. الا ان العلاقات الاقتصادية لم تفعل و بقيت الحدود بين مصر و إسرائيل مغلقة الا لبعض المعابر مثل العوجة و رفح و طابا لدخول المعونات الى غزة.
منذ ما يقرب من شهرين تم توقيع اتفاقية التطبيع بين إسرائيل و الامارات و تلتها السودان ثم البحرين كمرحلة أولى على ان تكون سلطنة عمان و السعودية و الكويت مرحلة ثانية. بعد اكتمال توقيع اتفاقيات التطبيع مع دول الخليج تكون إسرائيل قد فتحت ابواب التعاون الشامل و العلاقات الكاملة مع دول الشرق الأوسط. وجود مصر بعيدة عن تلك الملف سيعطى إسرائيل الفرصة للسيطرة الاقتصادية و من ثم السياسية على تلك الدول مما يعتبر تهديدا للامن القومى المصرى نتيجة هذا التوغل الاسرائيلى في المنطقة. لذلك علينا ان نكون رمانة الميزان لتلك العلاقات و ان تكون مصر شريكا في سياسات المنطقة و عليه فلابد ان تقوم مصر بتفعيل باقى اتفاقية السلام كما هو منصوص في المادة الثالثة فقرة ثلاثة من اتفاقية السلام ( يتفق الطرفان على أن العلاقات الطبيعية التي ستقام بينهما ستتضمن الاعتراف الكامل والعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية وإنهاء المقاطعة الاقتصادية والحواجز ذات الطابع التمييزي المفروضة ضد حرية انتقال الأفراد والسلع. كما يتعهد كل طرف بأن يكفل تمتع مواطني الطرف الآخر الخاضعين لاختصاصه القضائي بكافة الضمانات القانونية ويوضح البروتوكول الملحق بهذه المعاهدة (الملحق الثالث) الطريقة التي يتعهد الطرفان بمقتضاها بالتوصل إلى إقامة هذه العلاقات وذلك بالتوازي مع تنفيذ الأحكام الأخرى لهذه المعاهدة. ) لتفعيل التطبيع مع إسرائيل لعدم افساح المجال لإسرائيل بالتعامل المنفرد مع دول الخليج و باقى دول الشرق الأوسط دون وجود مصر.
التقارب في الوقت الحالي مع إسرائيل اصبح ضرورة في ظل المتغيرات التي تقودها أمريكا لصالح إسرائيل. ل في ظل وجود قيادة سياسية واعية متزنة ذكية و جيش وطنى قوى لا يوجد مجال للمخاوف التي يرددها البعض و الخاصة بالتطبيع مع إسرائيل بل انه يجعل العلاقات متوازنة و لا مجال للتغول الاسرائيلى على الاقتصاد او القرار السياسى مثلما ما قد يحدث مع الدول الأخرى التي بالقطع تحتاج الى وجود مصر في تلك المنظومة لضمان امن و استقرار المنطقة.*