تعرف على الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان بسبب كورونا
أمنية العراقي بوابة البرلمانقال الدكتور عماد سرحان، استشارى التحليل والعلاج النفسى من جامعه شرمش جوتن برج السويد، وعضو منظمه يرت هانسون للاستشارات النفسيه والعلاج السلوكى والإدمان، أن حالات المرض النفسي تضاعفت بشكل كبير حول العالم بسبب انتشار فيروس " كورونا " المستجد، وخصوصًا الاكتئاب النفسي، وذلك لأن حالة الخوف، والهلع، والفزع من شئ معين يتسبب في عمل إفرازات كيميائية في المخ تقوم بزيادة الوساوس القهرية.
وأضاف سرحان، ان أغلب حالات المرض النفسي المنتشره الأن في زمن " كورونا " هي الوساوس القهرية حتي وصل هذا الأمر لدرجة أن الإنسان لو تم إصابته بنزلة برد يعتقد أنها " كورونا "، وبذلك تزداد عنده الوساوس مع الاكتئاب، وأنتشر هذا الأمر خلال ساعات الحظر، والعزل المنزلي وعدم النزول إلي الشوارع خوفا من " كوفيد - ١٩ ".
وأوضح سرحان، أن هناك نوعين من المرض النفسي وهم أولا: " الحالة العرضية "، ويكون الإنسان المصاب بها رافضًا للخروج من البيت، والحديث في الهاتف، ويترك الأكل، وهذا المريض يكون عنده توازن نفسي وغالبا يخرج من هذه الحالة بنفسه وبدون علاج بعدما استمرت لأسبوع أو أسبوعين، ولكن في النهاية يخرج بسبب قوت حالته النفسيه وجهازه العصبي.
وأكمل سرحان، أن النوع الثاني من المرض النفسي هي " الحالة المرضية "، وهذا المريض لا يكون عنده التوازن النفسي ولا يخرج من هذه الحالة بنفسه، وهذا النوع يحتاج إلي تدخل طبيب نفسي لعلاجه، ويكون دور الطبيب هنا تشخيص الحالة عرضية أم مرضية، ونوع العلاج الذي يتوافق مع الحالة، لأن علاجها يأخذ وقت طويل، مؤكدًا أن علاج الاكتئاب يستمر لمدة 6 أسابيع مع عمل جلسه أو جلستين في الإسبوع الواحد حسب قدرة المريض، بحيث لا يكون هذا الاكتئاب بسبب عومل أخري، مثل المشاكل الإقتصادية، أو الأسرية.
وتابع سرحان، أن حالات الوساوس القهرية، تقوم بتحويل الحالة المرضية إلي حالة انفصام في الشخصية، وذلك لأن المريض يحدث عنده ستارة سوداء ويتصرف بدون وعي وتزداد انفعالاته إلي درجة تصل إلي أنه لا يشعر بنفسه، وكلما زادت الافرازات الكميائية تزداد حالة الانفصام، وهذا النوع من الحالات المرضية، لابد من تدخل الطبيب للعلاج، مشيرا إلي أن فزاعة " كورونا " والعزله، والخوف، هي التي تتسبب في هذه الافرازات الكميائية نتج عنها هذه الوساوس القهرية التي تطورت في بعض الحالات إلي الانفصام.
وأشار سرحان، أن الخوف من فيروس " كورونا " عند ظهور الأعراض الخاصة به علي الإنسان المصاب تسببت بالفعل في وفاة حالات كثيرة " بالسكته القلبية " بسبب الخلل الذي يحدث في عضلة القلب نتيجة الخوف، قبل أن يتمكن هذا الفيروس من جسم المصاب، وهذا الأمر ثبت علميًا وتم عمل تقرير كثيرة طبية في ذلك، أما الحالات التي دخلت العزل بالفعل وتلقت الرعاية الطبية وكتب الله لها الشفاء، منهم حالات كثيرة دخلت بعد خروجهم من العزل في حالة اكتئاب نفسي، وبفعل قابلت عددًا من هذه الحالات وقمت بعلاجها.
وحول كيفية العلاج أكد الطبيب النفسي أن علاج الحالات المرضية، يتم أولًا تشخيصها بشكل جيد لمعرفة ما إذا كانت، وساوس قهرية، أو خوف مرضي، أو اكتئاب، أو انفصام، وبعد ذلك يتم علاج أي حالة من هذه الحالات بثلاث مراحل الأولي: عبارة عن التشخيص الصحيح وكتابة العلاج الماسب للحالة.
وأوضح الطبيب النفسي، أن المرحلة الثانية: جلسات التحليل والعلاج النفسي، ويتخلص بها المريض من المرض، وهذه الجلسات تكون عبارة عن رحلة داخل المريض لأنه غالبًا يوجد لديه تراكمات قديمة مرتبطه ببيئة المريض، والمواقف التي تعرض إليها طوال حياته، مثل الاخفاقات، والضغوط النفسيه، وتعامل الأسرة معه، أو تم تربيته بعنف زيادة، أو تدليل زائد، أو تعرض لإعتداء أو تحرش جنسي، فتكون الجلسات للتحليل النفسي والتعرف علي المريض من الداخل، لمعرفة التراكمات القديمة التي كانت سبب في وصوله إلي هذه الحالة المرضية، وعدم قدرته علي خروجه منها بنفسه.
وأكد الطبيب النفسي، أن المرحلة الثالثة من العلاج، هي مرحلة التغذية الجيدة مع النوم من 8 إلي 10 ساعات يوميًا، وذلك لأن عدد الساعات الكافيه من النوم تقوي جهاز المناعة بشكل كبير، وخصوصًا في نوم المريض النفسي في الساعة البيلوجية، وهي التي تبداء من الساعة 11 مساءًا إلي الساعة 3 صباحًا.