بمناسبه اليوم العالمي للصحه النفسيه
د.هشام ماجد يكتب..هل تمثل الأمراض النفسية مشكلة خطيرة في العالم العربي؟
بوابة البرلمانبداية تشير الإحصاءات إلى أن إنتشار معظم الاضطرابات النفسية لا يتنوع بصورة كبيرة من دولة إلى أخرى حول العالم، فمرض الفصام على سبيل المثال يؤثر على واحد في المئة من سكان العالم ، في حين أن القلق والاكتئاب أكثر شيوعًا، حيث يصيبان من عشرة إلى عشرين في المئة من السكان ، ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن الدول العربية تمثل حالة منفردة وتتعلق المشكلة في العالم العربي بالوصمة والجهل أكثر من كونها تتعلق بتنوع الاضطرابات النفسية التى تعتمد بصورة كبيرة ربما أكثر من أي تخصص طبي آخر على الجانب الثقافي وبالرغم من أن الأمراض قد تكون مماثلة، إلا أن المظاهر الخاصة بأي إضطراب محدد تتنوع في الثقافة التي تظهر بها ففي الدول المتقدمة، هناك توصيف جيد للاضطرابات النفسية، فهناك إدراك جيد الى الأعراض وعوامل الخطورة والمضاعفات، استنادًا إلى قاعده بيانات قويه واحصائيات دقيقة من هذه الدولة، ولهذا.. من السهل التعرف على المرض النفسي وعلاجه أما في الدول النامية، فإن هناك نقصًا في هذه البيانات بشكل جوهري، حيث إننا لا نعرف على وجه الدقة مدى إنتشار هذه الاضطرابات الشائعة، مثل القلق والاكتئاب، ونحن لا نعلم كم عدد الأشخاص الذين انتحروا، وما هي الأسباب التي دَعَتهم إلى ذلك نتيجة الوصم والجهل ،
لكنْ هناك عوامل أخرى مثل العائلة، والدين، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي فالروابط الأسرية قوية في الشرق الأوسط؛ وهذا يمكن أن يلعب دورًا إيجابيًّا لدرجة أنه يتم الاستعانة بها كعامل دعم إجتماعي هائل وسط الضغوط الإجتماعية الكثيرة وبالمثل، فإن تأثير الدين يمكن أن يكون إيجابيًّا، حيث يكون محفزًا على فعل الخير، وحماية الشخص من الضرر، ويمكن أن يكون الدين عاملاً يحمي الإنسان من الانتحار.
وبالإضافة إلى ذلك.. لا يمكننا التطرق إلى القضايا الثقافية في الشرق الأوسط، بدون ذكر المعالج الديني حيث أن معظم المرضى الذين يعانون من أمراض نفسية في هذا الجزء من العالم يذهبون ـ في بادئ الأمر إلى معالج ديني أو روحاني، تكون مهمته في الغالب تحرير المريض من "العين الشريرة" أو "اللمس" أو "السحر" أو "القرين"، وفي هذا الأمر يتم في أغلب الأحيان إهدار وقت كبير، ويتعرض المريض لمعاناة مستمرة يمكن تجنبها عند التدخل العلاجي السريع في بداية المرض ، ومن العوامل المؤثرة في أيضأ إنه في الشرق الأوسط هناك عدد كبير من المشردين، معظمهم لاجئون وأشخاص عانوا من صراعات عسكرية وحروب وهذه الفئة على الأخص تواجه وضعًا خطيرًا، خاصة بالنسبة إلى اضطرابات ما بعد الصدمة والمجموعة الأخرى من السكان المعرضين للخطر في منطقة الخليج هي مجموعة السكان المغتربين، ومعظمهم من طبقة العمال وخادمات المنازل، الذين واللاتي يغادرون ويغادرن بلادهم وبلادهن الأصلية، ويأتون ويأتين للعمل في دول الخليج؛ ويواجهون ويواجهن أحيانًا أوضاعًا أقل من المستوى الأمثل سواء في المعيشه أو الإحترام أو التفاعل مع أصحاب البلاد ، والتوجه الأفضل هنا قد يكون وقائيًّا في شكل قوانين وإرشادات تنظم التفاعلات بين الموظفين وأرباب العمل ، والمشكلة الأكثر وضوحا في الشرق الأوسط هي نقص العاملين فى مجال الصحه النفسيه فهناك مناطق في العالم يوجد فيها طبيب نفسي واحد لكل مليون شخص، وبعض الدول العربية الفقيرة ليست أفضل حالاً والحل الأمثل هو تعليم وتدريب أطباء الرعاية الأولية وأطباء الأسر؛ للتعرف على الاضطرابات النفسية الشائعة، وعلاجها، ورفع كفاءة الأداء والتدريب المستمر والتعليم المتواصل وكذلك زيادة الدخل الشهري لتلك الفئة النادره التى تتحمل علي عاتقها الصحه النفسيه لعدد 377 مليون نسمة هم عدد سكان الوطن العربي .