مصر تعلن مطالبها أمام مؤتمر ”حل الدولتين”: دعم وقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة


أعرب الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية عن شكره للمملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية على دأبهما في سبيل تنظيم المؤتمر رفيع المستوى للتسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، والذي يأتي في مرحلة مفصلية من الحرب الغاشمة على قطاع غزة، وهي الحرب التي تجاوزت حدود العقل والمنطق والضمير الإنساني، مستهدفةً ما يزيد عن 2.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة بالحصار والقتل والتشريد والتجويع، في كارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل في التاريخ المعاصر، تُرتكب يوميا في حق أشقائنا الفلسطينيين في قطاع غزة، أيضا في الضفة الغربية، وهم بالصفوف في انتظار كسرة خبز أو مساعدات إنسانية لا تكفي ولو جزءًا بسيطًا من احتياجاتهم.
وقال وزير الخارجية في كلمته: لعل الأطفال، الذين يقتلون كل يوم، قد شكلوا علامة فارقة ودليلًا دامغًا على عبثية ما كان يُعرف بقواعد العدالة والإنصاف في عالم لم يعد يعرف إلا لغة القوة ويكيل لا بمكيالين بل بمائة مكيال، ويصمت عن الحق صمت الأموات تحت وطأة الخوف أو بدافع المصلحة. إن آلية توزيع الموت التي اعتمدتها سلطة الاحتلال لإسكات أنين الجوعى في القطاع أصبحت تجسيدًا لعقم وعجز العمل الدولي في هذه المرحلة الحالكة من التاريخ البشري.
أقدر أن أهمية اجتماعنا هذا لا تنبع فحسب من ضرورة تنسيق المواقف الدولية للتعامل مع الكارثة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وإنما تتجاوزه لأمرين رئيسيين، أولهما العمل الجماعي على حتمية معالجة جذور تلك الأزمة وجوهرها الحقيقي من خلال إحياء حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الصراع وترسيخ الأمن الإقليمي، وثانيهما تأكيد أن تكريس هذا الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، يسلب الأرض من أصحابها، ويفرض واقعًا ديموغرافيًا جديدًا، لن يفضي لشيء سوى المزيد من القتل والتدمير ونشر الكراهية في المنطقة والعالم.
وأردف: لا يسعني في هذه الأجواء القائمة من القتل والتدمير اللذين تموج بهما الأراضي الفلسطينية المحتلة سوى التأكيد على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق دائم للنار، بما يمهد الحديث عن ترتيبات ما بعد الحرب، والتي يأتي في مقدمتها قيام المجتمع الدولي بدوره الأخلاقي والإنساني في إعادة إعمار القطاع كما جاء في صلب الخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة الإعمار، والتي تعتزم مصر تفعيلها من خلال الدعوة قريبًا إلى مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار فور وقف إطلاق النار في غزة، فضلًا عن أهمية دعم قدرات السلطة الفلسطينية كي تتمكن من أداء دورها في قطاع غزة والضفة الغربية على حد سواء، باعتبار ذلك نواة التهدئة في بيئتنا الإقليمية المضطربة وتمهيدًا لإطلاق مسار المفاوضات السياسية.
وأردف عبد العاطي: لقد أثبت العدوان الإسرائيلي الغاشم حقيقتين، أولهما أن عمليات تسكين الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال المقترب الأمني واستخدام الحصار أو الاستيطان أو آلة القهر العسكرية، قد أثبتت فشلها وعدم قدرتها على توفير الأمن لشعوب المنطقة، بما في ذلك الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وثانيهما تتلخص في أن انفجار الأوضاع في فلسطين من شأنه أن يؤثر على حالة الاستقرار الإقليمي ككل، وبالتالي تظل القضية الفلسطينية - كما أكدت القاهرة دائمًا والعرب جميعًا وعلى الرغم من إنكار البعض في المجتمع الدولي - القضية المركزية في منطقة الشرق الأوسط، ولا مجال للهروب من استحقاقاتها الحتمية.