لماذا يتقدم إبراهيم العجمي بخطوات ثابتة نحو حسم مقعد العمرانية؟
ما يجعل إبراهيم العجمي يتصدر مشهد الإعادة ليس مجرد انضباطه في إدارة حملته، بل الطريقة المتزنة والمحترمة التي مارس بها العملية الانتخابية من البداية للنهاية. فقد ظهر بصورة مختلفة تمامًا عن السائد، كمرشح هادئ، منظم، يحترم قواعد المنافسة، ويتعامل بكفاءة لفتت الأنظار داخل العمرانية.
لكن العامل الأبرز الذي دفعه إلى مقدمة الترشيحات هو أنه ليس غريبًا عن الدائرة؛ فهو ابن من أبنائها، ومقيم بها حتى اللحظة، يعيش تفاصيلها اليومية بين الناس، بعيدًا عن صور القاعات الفخمة والمواكب المصطنعة.
بل إنه—في زمن امتلأت فيه الساحة الانتخابية بمظاهر البذخ—ما زال يسكن شقة إيجار بسيطة، ويقدم نفسه كما هو: ابن منطقة يعرف مشاكلها ويعيش همومها.
إضافة إلى ذلك، يتمتع العجمي بميزة حاسمة تفتقدها غالبية المرشحين: التفرغ الكامل لخدمة العمرانية.
فالدائرة المزدحمة بالمشكلات تحتاج نائبًا متواجدًا دائمًا، لا تشغله أعمال أخرى ولا يغيب عن الناس بالأسابيع والأشهر. والمتابعون للحملة يدركون أن العجمي موجود دائمًا في الشارع، وسط الأهالي، يستمع ويتابع ويحل.
وإذا كانت الجولة الأولى قد شهدت إنفاقًا غير مسبوق، فإن إبراهيم العجمي اتخذ طريقًا معاكسًا تمامًا:
رفض شراء الأصوات بشكل قاطع—لا بـ200 جنيه ولا بـ300—متمسكًا بخياره الأخلاقي في الاعتماد على وعي الناخبين وثقتهم، لا على المال السياسي.
فالرجل يراهن على الناس، على قدرتهم على التغيير، وعلى إيمانهم بأن الدائرة تحتاج هذه المرة إلى نائب “نظيف”، يمارس السياسة باحترام، لا إلى من يملأ الشوارع بالأموال.
كل هذه العوامل—الاتزان، التفرغ، الانتماء الحقيقي للدائرة، نظافة اليد ورفضه لفكرة شراء الأصوات تماماً جعلت كثيرًا من أبناء العمرانية يرون أن إبراهيم العجمي هو الأكثر جاهزية لحسم مقعده في جولة الإعادة











