×
عاجل
الإدارية العليا ترسخ مبدأ «البينة على من ادعى» في طعون الانتخاباتإسكان الشيوخ: البنية التحتية فى مصر تشهد طفرة غير مسبوقةإسكان الشيوخ: نسعى لوضع خطة عمل طموحة ومتابعة مشروعات استراتيجية للمواطنإسكان الشيوخ تبدأ اجتماعاتها لمناقشة أولويات الدور التشريعي ومشروعات الطرقوزيرة التنمية المحلية: حملات مفاجئة لقطاع التفتيش والمتابعة على حي المقطم بالقاهرة ومركز ومدينة كفر شكر بالقليوبية خلال شهر ديسمبر الجاريرئيس الوزراء يستعرض الرؤية المستقبلية للسياسات والحوافز الاستثمارية في قطاعات الدولة المختلفةاللوائح على المحك .. تساؤلات حول مشاركة لاعب سباحة باسم نادي الزهوروزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة تشارك في الاجتماع التاسع عشر لمجلس أمناء مركز سيداري بصفتها نائب رئيس مجلس الأمناءالمشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة تشارك فعالية لمناهضة العنف الوظيفي ضد المرأةوزير الصحة يلتقي وفد شركة «كلينيلاب» لبحث سبل التعاون في مراقبة مياه الشرب والصرف الصحيسلامة الغذاء تحذر: لا صحة لتحويل زيوت القلي المستعملة إلى زبدة صالحة للاستهلاكوزير قطاع الأعمال العام يواصل اجتماعاته الدورية برؤساء الشركات التابعة.. ويستعرض مؤشرات الأداء ومشروعات ”القابضة للأدوية”
بوابة البرلمان

    رئيس التحرير أحمد الحضري

    الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 02:19 صـ
    مقالات

    صلاح الجنيدي يكتب.. ”يوم حضرت جنازة د.مصطفى محمود ”

    بوابة البرلمان


    كان خبر رحيله كالصاعقة التي هوت على قلبي.
    شعرت في تلك اللحظة أنّ الذي توفّي ليس مجرد كاتب أو مفكّر، بل أحد أعظم علماء العصر. طبيب ومفكر وفيلسوف وأديب، قدّم للبشرية تراثًا من الكتب والبرامج والأفكار جعلت منه مدرسة فكرية قائمة بذاتها. هو صاحب البرنامج الشهير العلم والإيمان، وصوت الحكمة الذي جمع بين العقل والإيمان، وبين الشك واليقين.
    حين بلغني خبر رحيل د. مصطفى محمود، شعرت أنني أفقد أكثر من مفكّر… كنت أفقد معلمًا للروح والعقل.. لم تحتمل دمياط حزني، فكان لا بد أن أرحل!! قطعت الطريق إلى القاهرة، أحمل في قلبي مزيجًا من الرهبة والامتنان، لأكون شاهدًا على وداع رجلٍ علّمنا أن العلم والإيمان ليسا طريقين متوازيين، بل دربًا واحدًا يقود إلى الله.
    كان ذلك هو "اللقاء الأخير". !!
    كيف لي أن أبقى في مكاني ولا أتحرّك لوداعه؟!
    كيف لا أقطع الطريق من دمياط إلى القاهرة، وقلبي يلحّ عليّ أن أكون حاضرًا، أن أكون شاهدًا على اللحظة التي يودّع فيها الزمن واحدًا من أعظم أبنائه؟ ؟
    قد أثارت رحلتي هذه استغراب الكثيرين، لكنني لم أهتم. فما قيمة العناء أو التعجّب إذا كان الثمن هو الوفاء لمعلمٍ غرس فينا معنى البحث عن الله بالعقل والقلب معًا؟!
    لم أحتمل أن أبقى ساكنًا... فدمياط، ببحرها و نيلها ، بدت ضيقة على حزني. كان لا بد أن أرحل…
    أن أرحل إلى القاهرة، لأكون قريبًا من الرجل الذي علّمني أن الشك ليس نهاية المطاف، بل بوابة إلى يقين أعمق.
    》 الطريق كان طويلًا، لكنه لم يكن إلا جسرًا بين قلبٍ مثقل وروحٍ تنتظر لحظة اللقاء الأخير. وكلما اقتربت من القاهرة، كان داخلي يمتلئ بمزيج غريب من الرهبة والشوق، كأنني على موعد مع قدر شخصي لا مفر منه.
    دخلت مسجد مصطفى محمود لأول مرة...
    كان شامخًا، يملأ المكان بوقاره. وهناك، في الصحن، كان الجثمان مسجّى، مهيبًا، صامتًا. لا صوت يعلو على صمت الموت، سوى"موسيقى العلم والإيمان " تتسلل من الخارج. آه… أي عبقرية خفية رتّبت أن يُشيّع الرجل على أنغام برنامجه؟! تلك النغمات لم تعد مجرد موسيقى، بل تحولت إلى نشيد وداع !! .. إلى ختم رسالة، إلى رمز عبور من دنيا الفناء إلى أفق البقاء..وقفت مذهولًا. الجثمان أمامي، الموسيقى خلفي، والجموع من حولي. لحظة مشحونة بكل ما في الإنسان من ضعف وقوة، من عقل وعاطفة. شعرت أنني لا أشيّع رجلًا فحسب، بل أصلي على فكرة، على مسيرة، على روحٍ جعلت من العقل جسرًا إلى الله.
    سألت نفسي: لماذا أنا هنا؟
    الإجابة لم تأتِ كلمات، بل إحساس غامر. كنت هنا لأنني لم أرد أن أفقد "العالم" مرتين؛ مرة برحيله، ومرة بغيابي عن وداعه. كنت هنا لأقول له في صمت القلب: شكرًا… شكرًا لأنك جعلت العلم عبادة، والإيمان تفكيرًا، والإنسان رحلة لا تنتهي.. وحين نظرت حولي، وجدت أن الحضور جميعًا من البسطاء مثلى … وجوه عادية، قلوب صافية، محبون مثلي جاؤا يودّعونه. لم أرَ بيننا رموزًا كبيرة أو وجوهًا رسمية. في البداية آلمني ذلك، ثم أدركت أنه أصدق ما يكون: لقد كان مصطفى محمود قريبًا من الناس، فاختار الله أن تكون جنازته مرآةً لحياته… صافية، بسيطة، مخلصة..
    □□ رحل مصطفى محمود، لكن الحقيقة أنه تركنا ونحن أكثر امتلاءً بالحياة. لم يكن وداعه نهاية، بل بداية لسؤال أكبر: كيف نواصل نحن السائرين في الطريق؟ كيف نصنع لأنفسنا علمًا وإيمانًا، حتى إذا رحلنا، عزف الكون لحنًا يليق بنا؟

    إنّي لا أخاف الموت… بل أخاف أن أموت قبل أن أحيا مصطفى محمود

    مواقيت الصلاة

    الثلاثاء 02:19 صـ
    25 جمادى آخر 1447 هـ 16 ديسمبر 2025 م
    مصر
    الفجر 05:11
    الشروق 06:44
    الظهر 11:50
    العصر 14:39
    المغرب 16:57
    العشاء 18:20