المهندس صلاح الجنيدي يكتب .. غدًا سنبدأ من جديد !!


يُحكى أن توماس إديسون – أعظم عقول عصره – وقد جاوز السبعين ، استيقظ ذات ليلة على ألسنة لهب تلتهم معمله بأكمله ؛ كل ما جمعه طوال حياته من تجارب وأوراق وأحلام… وتراثً علميً غيّر وجه الكون، يتهاوى في دقائق، كأن العمر كله يُمحى أمام عينيه !
وقف الرجل العجوز أمام النار ساكنًا، لا صراخ، لا انهيار… فقط عينان تتأملان المشهد كما لو كان عرضًا استثنائيًا من السماء.
هرع إليه ابنه، قلبه يرتجف، يظن أن أباه سينكسر أمام هذا الخراب ، لكن المفاجأة أن إديسون ابتسم وقال:
"يا بني، أيقظ أمك… لعلها لم تر في حياتها نارًا بهذا الجلال!"
.. ثم أضاف في هدوء الحكماء :
"غدًا سنبدأ من جديد… وقد أُزيلت عنا أخطاء الأمس."
تصوّر: بعد السبعين و سيبدأ من جديد!!
هذه الحكاية – سواء صحت أو لم تصح – تحمل جوهر الفلسفة : المصائب ليست لعنة، بل نار تُطهّرنا من أثقال الماضي، وتفتح لنا بابًا لبداية أنقى..
إن الخسارات قدر محتوم: سنفقد أحبة، سيخون من وثقنا بهم ، سنفقد مناصب .. سيتغير اصدقاء .. سنتعرض لظلم .. ستسقط منا أشياء حسبناها أبدية.فلسنا نحن من يكتب قواعد اللعبة، لكننا نحن من نختار كيف نلعبها.
عند السقوط، إما أن نُدفن تحت الركام، نرتجف ونتلاشى…
وإما أن ننهض من بين الرماد، نُمسك بالأوراق مهما كانت رديئة، ونصنع منها جولة انتصار جديدة.
فالمأساة الحقيقية ليست أن يحترق ما نملك… بل أن نحترق نحن معه
⇧