أحمد الحضري يكتب: يوميات صحفي برلماني”48” .. مجلس النواب والصحافة البرلمانية
بوابة البرلمانلاشك أن الصحافة البرلمانية ضلع مهم جداً في الحياة البرلمانية المصرية، لما لها من دور بارز ورائد في تنوير الرأي العام وإعلامه بما يدور في جنبات البرلمان بغرفتيه.
وأعتقد أن عافية الصحافة البرلمانية وقوتها يكون دليل على قوة البرلمان والعكس صحيح، فحينما تحارب الصحافة البرلمانية ويسعي البعض لمحاربتها، بل وإسكاتها فهذا دليل على مدى ضعف البرلمان والقائمين عليه.
ولقد تعرضت الصحافة البرلمانية لنكسة كبيرة مؤخرًا على يد من اتخذ قرار بعدم دخول المحررين البرلمانيين إلى مقر مجلس النواب بدعوي الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد رغم وجود ما يقرب من ٦٠٠ نائب إضافة إلى عشرات الموظفين والعاملين والسائقين وغيرهم داخل البرلمان.
والمؤكد أن وجود رجال الصحافة البرلمانية لم يكن ليؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي، لكن الحقيقة أن البعض يهوي التعامل مع الصحفيين على أنهم "الحائط الضعيف" وهو ما لم يمكن التسامح أو التهاون معه مطلقاً.
ولا يقبل عاقل أو منصف التعامل مع المحررين البرلمانيين بمثل هذا التعسف خاصة في مثل هذه الأثناء وتحت قيادة الرئيس السيسي الذي يرفع من قيمة حرية الرأي والتعبير وهي مبادئ مصانة بنص الدستور ولا يصح أن نقبل بالمساس بها.
أذكر ان الدكتور فتحي سرور وفي بداية برلمان ٢٠٠٥، قال: (ليس لدينا ما نخشاه .. ليس لدينا مانخفيه، افتحوا اللجان النوعية أمام رجال الصحافة والإعلام)، قال هذه الجملة حينما أراد أحد رؤساء اللجان إغلاقها أمام الصحافة، وإذا كان هذا هو الحال أيام فتحي سرور، فما بالنا ونحن نعيش ثاني فصل تشريعي بعد ثورة ٣٠ يونيو .
اعتقدان على إدارة مجلس النواب بقيادة المستشار الجليل حنفي جبالي إعادة النظر في ملف تعامل المجلس مع الصحافة البرلمانية بشئ من الانصاف والتوازن ومن منطلق أننا نكمل بعضنا البعض.
والحق أنني متفائل بوجود المستشار حنفي جبالي علي رأس السلطة التشريعية ، ومنذ الوهلة الأولي فقد استطاع أن يأثر القلوب والإسماع بما لديه من قبول كبير وكاريزما الى جانب أنه خبرة دستورية وقانونية نادرة، كما انه يملك ناصية اللغة العربية باتقان يبهر الجميع، ومنذ حديثه الأول تحت قبة البرلمان تكتشف أنك أمام رجل هادئ ، وقور ، يزين مقعد رئيس مجلس النواب بكل ماله من قيمة ومكانة .
ولاشك أن رجلا بهذه الصفات سيرضي بأي إساءة أو ظلم لرجال الصحافة البرلمانية من قريب أو من بعيد، كما لا يرضيه التعامل معهم بقدر ولو قليل جداً من التعسف والإجحاف.
وفي النهاية فنحن أمام مجلس نواب مختلف تماما في تركيبته وفي أولوياته وأداءه المتوقع منه في الفترة المقبلة ولاشك أن هذا لن يكون بعيدا عن صحافة برلمانية قوية وفاعلة تقدم صورة حقيقية لما يحدث داخل أروقة البرلمان بقيادة المستشار حنفي الجبالي رئيس البرلمان ووكيلي المجلس المستشار أحمد سعد الدين ومحمد ابو العينين والمستشار احمد مناع الأمين العام للبرلمان .