أحمد الحضري يكتب : يوميات صحفي برلماني ”28”.. لجنة القوي النايمة !!
أحمد الحضرى بوابة البرلمانلدينا في مجلس النواب ٢٥ لجنة نوعية أغلبها يمارس عملها بشكل مهني ومحترم وبعضها يجتهد ما استطاع إلي ذلك سبيلا ، لكن هناك لجنة رغم الكفاءات التي تضمها ورغم ضخامة مسئولياتها تجاه ملايين الأسر في المجتمع إلا أنها تاهت وسط الزحام وتلاشي دورها ولا أبالغ إذا قلت تلاشي وجودها منذ إقرارها لقانون الخدمة المدنية أنها لجنة القوي العاملة أو لنقل لجنة القوي النايمة !!
فرئيسها جبالي المراعي الذي بدأ حياته عاملا بسيطا - قبل أن يرفل في نعيم المال والمناصب - يعني المفترض أن يكون أكثر إنسان يشعر بآلام العمال ومعاناتهم ، لكن الواقع يقول عكس ذلك تماما تجده أبعد ما يكون عن عمال مصر ، لا لون لا طعم لا رائحة ولا أحد يشعر به لا في البرلمان ولاخارجه .
والحقيقة أني أشعر بالخجل الكبير له فالرجل لايحرك ساكنا ولا يهتم ولا يخجل من عدم إستجابة أي وزير له بالحضور إلي لجنة القوي العاملة بالبرلمان ، وعلي ما أذكر فمنذ حضور أشرف العربي الوزير السابق إلي لجنته للموافقة علي قانون الخدمة المدنية لم يحضر أي وزير آخر لا تخطيط ولا مالية هل يعقل هذا ؟ لم يستجب وزير المالية ولا مرة واحده - ويحضر إلي مقر اللجنة - ذرا للرماد في العيون وهو معروف أنه ملك الزوغان ساعده في ذلك جبالي المراغي إما صامتا ومباركا أو عاجزا ، حتي أثناء مناقشة موضوعات حيوية ومصيرية مثل مصير ٣٠٠ الف عامل بالصناديق الخاصة .
فقد إنتقلت العدوي لمسئولي وزارة المالية الذين لا يحضرون الي لجنة القوي النايمة حتي أن وفاء موسي مستشار الوزير للإتصال السياسي والمشهورة بعلاقاتها القوية والمتينة مع النواب لم تحضر مرة واحده هي الأخري إلي اللجنة !! بطريقته في الإدارة يساعد جبالي المراغي وزير المالية علي الهروب من مواجهة مشكلة يعاني منها ٣٠٠ ألف عامل بالصناديق الخاصة . بطريقته في الإدارة ولا مبالاته يتسبب جبالي المراغي في ضياع حقوق آلاف العمال ومعاناة أسرهم في وقت يطالب فيه السيد الرئيس - الجميع نوابا وحكومة - بالعمل علي توفير حياة كريمة المصريين .
بسلبيته يتسبب جبالي المراغي في حالة من عدم التقدير من جانب المسئولين للجنته والقضايا التي يجب أن تضطلع للقيام بها .
آخر مهازل لجنة القوي النايمة في آخر نوفمبر قال إنه سيعقد خلال أسبوعين جلسة في قاعة الشوري وذلك بحضور رئيس الوزراء ، ووزارات التخطيط ، المالية ، التربية والتعليم، الصحة، الأوقاف، الزراعة، الآثار، الشباب والرياضة، لمناقشة وعرض مشكلات تطبق قانون الخدمة المدنية، خاصة تثبيت العاملين، وأزمات الأجور، والمرتبات، للعاملين بنظام العقود والصناديق الخاصة، ونقل العاملين على حساب الصناديق للموازنة، والوصول إلى صيغة نهائية حاسمة لمواجهة تلك الأزمات. وكالعادة افلح ان صدق وعد ثم وعد ثم وعد وتنتهي الوعود بلاشئ لماذا ؟ لأنه لا نية حقيقية وجادة للحل .
اللجنة المفترض أن تنصف العمال وخاصة الشرفاء منهم لكن مايحدث هو العكس تعطي الفرصة للوزير أن يهرب من مسئولياته و" ينفض " لها ! من يتصل بجبالي المراغي يقول له عيب أن اللجنة تنشغل علي مدار إسبوعين في مناقشة كيفية تبسيط العقوبة علي مدمني المخدرات ، وتقترح إعفاء الموظفين المدمنين من الفصل وتترك ٣٠٠ الف إنسان يمثلون ٣٠٠ الف أسرة لا يحصلون علي مرتباتهم !! نامت عيون جبالي المراغي وبعض نواب لجنة القوي النايمة لكن عيون عمال الصناديق الخاصة لم تنم ، تسهر حزينة علي ما آلت إليه أحوالهم .
من يعرف جبالي أو يتحدث إليه يخبره أن آلاف الدعوات كل حين من العمال المظلومين بالصناديق الخاصة تجد طريقها بكل سهولة ويسر لرب العباد بعد أن ضلت لجنة القوي النايمة طريقها إلي عمال مصر عامدة متعمدة واكتفي بعض نوابها بالسفر للخارج في مؤتمرات وندوات بحثا عن بدل السفر بالدولار تاركين ورائهم هموم وآلام العمال والموظفين يدعون عليهم صباح مساء ! من يعرف جبالي المراغي يخبره أنه جاء علي رأس لجنة مهمة وطوال تاريخها البرلماني كان لها مواقف مشرفة ومشهودة وأنها مؤخرا - بسبب وجوده - علي رأسها لم تصبح شيئا مذكورا . الأمر جد خطير وليس هينا ويبدو اننا لابد أن نناشد الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب الذي يتابع كل صغيرة وكبيرة بنفسه ولايتأخر في الإستجابة لنبض الشارع ودائما يتدخل في الوقت المناسب لتهدئة الرأي العام وأصحاب الحقوق بعد أن يتسلل اليأس إليهم ويتمكن منهم .