شريف حموده يكتب .. قراءة تحليلة لكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الذكرى السابعة لثورة الوعى
بوابة البرلمان.
توجه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بكلمة للامة المصرية فى الذكرى السابعة لثورة الثلاثون من يونيو ، و كان الرئيس قد اوضح عبر كلمته تلك العديد من النقاط الهامة المتثلة فى اهداف ثورة 30 يونيو و ما تحقق منها و أبرز تحدياتنا في هذا الشأن اضافة الى ايضاح سيادته لماهية سياسية الدولة المصرية في شِأن الظروف الخارجية المحيطة و التى قد تهدد امنها القومي
و من خلال مقالنا هذا سنسعى الى تحليل اولى لكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى و استخلاص ابرز الرسائل التي تضمنها خطاب سيادته .
فى بداية كلمته اعاد الرئيس عبد الفتاح السيسي للمصريين الصورة الذهنية العظيمة و الانطباع المنبهر الذى ساد العالم وقت ثورة 30 يونيو 2013م .
وكيف أن الشعب المصري ثار ليسطر ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن .
و أكد السيسى عبر كلمته انه لا يمكن ان يكون هناك عائق يحول دون تحقق اراده الشعوب متى امتلكت العزيمة القوية لتحقيق ارادتها.
و أعاد الرئيس ليؤكد على توحد الجبهة الداخلية للشارع المصري قبيل 30 يونيو – وهو ما سبق أن أشرنا اليه فى سلسلة مقالتنا بشأن ذكر السابعة لثورة الوعى - و أنه لولا هذا التوحد لبتنا الان نبكى على اطلال وطن مختطف فاقد للهوية.
و هذا ما دلل عليه الرئيس " السيسى " حيث اكد على ان "أبناء الوطن قد توحدت أهدافهم و باتت أمانيهم قريبة المنال فخرجت الملايين معلنة رفضها القاطع لكل محاولات اختطاف الوطن الذي تولى أمره من لا يدرك قيمة وعظمة مصر "
من زاية اخرى فقد اعاد الرئيس التأكيد على ثبات مبادئ القوات المسلحة المصرية و التى اقسمت على حماية أمن هذا الوطن و سلامة أراضيه وابنائه.
و على أن القوات المسلحة لا تنحاز إلا الى الإرادة الوطنية الحرة و مايحقق مصالح الوطن و أبنائه و أكد اسيادته على أن القوات المسلحة كانت و لاتزال هى الملاذ الآمن للشعب و سنده الامين .
و أضاف الرئيس عبر كلمته أن بناء على تلك المعطيات اتخذت القوات المسلحة قرارها التاريخي بمشاركة مختلف القوى والتيارات السياسية بوضع خارطة مستقبل تسير الدولة المصرية على خطاها للعبور من الفوضى والعبث إلى بر الأمان.
وأضاف الرئيس عبر كلمته الموجهة للعشب المصري بمناسبة الاحتفال بالذكر السابعة لثورة الثلاثون من يونيو بإن ثورة الثلاثون من يونيو و التي خلقت واقعنا الحديث ما هي الا حلقة جديدة من سلسلة حلقات تاريخنا المتصل "واعادة الرئيس التأكيد على مبادئ ثورة الثلاثون من يونيو حينما اكد على ان الادارة السياسية الحالية تعمل على تغيير الواقع الحالي على نحو نرضاه ونفتخر به واضعين نصب أعيننا أن تكون مصر قادرة على توفير حياة كريمة لأبنائها وللأجيال القادمة مع إدراك متغيرات العصر المتسارعة وشواغله الجديدة.
و اوضح عبد الفتاح السيسي عبر كلمته للامة المصرية على ادراكه مقدما لماهية ابرز التحديات الخارجية التى تواجه ثورة ٣٠ يونيو المجيدة و التى تتمثل فى خوض مواجهات عنيفة مع تنظيم إرهابى دولى غادر لا يعرف قدسية الأرواح وحرمة الدماء و اضاف سيادته انه من هنا كان خطر الإرهاب على رأس ما نواجهه من تحديات على مدار السنوات الماضية حيث سعت أيادي الشر لترويع الآمنين في ربوع مصر وخلق حالة من الفوضى من خلال العنف المسلح في محاولة بائسة للعـودة مـرة أخرى للحكم،
و اكد الرئيس ان مصر تمكنت خلال السنوات السبع الماضية من القضاء على البنية التحتية للعناصر الارهاربية ليس فقط عبر بطولات رجال الجيش و الشرطة الذين سطروا ملاحم البطولة والفداء بل كذلك بالتفاف الشعب المصري البطل حولهم فقد اثبت هذا الشعب الابي اصالة معدنه وصلابة عقيدته
وقد قدم سيادة الرئيس أوجه التحية والتقدير باسم شعب مصر كله إلى أرواح شهدائنا الأبرار الذين روت دماؤهم الزكية ثرى مصر الطاهر.
و اكد الرئيس كذلك على ان اهداف ثورة 30 يوم لم تكن فقط الاطاحة بنظام حاكم لفظة الشعب المصري بل ان هدفها الاسمى هو ان تعود الامة المصرية إلى سيرتها الأولـى وتتبـوأ مكانتها التى تستحقها .
وأوضح سيادته ماهى ابرز المحاور التي سارت عبرها الثورة لتحقيق اهدافها فكانت الإصلاحات الاقتصادية و التى كانت بمثابة وقفة جادة مع النفس
صارحنا فيها أنفسنا بحقيقة وضعنا الاقتصادي و اشار الي ان الثورة اختارت ان تعيد بناء الاقتصاد الوطني عبر مجموعة من الإجراءات الاقتصادية الجذرية
واكد الرئيس على انه راهن على وعي الشعب المصري وثقة الشعب فى نفسه وفى قيادته ، وأكد الرئيس أن أى ما تحقق من إنجــازات شــهد لها العالــم بأســـره لم تكن لتتحقق مالم يكن هناك التحام و ثقة من الشعب المصري فى قيادته السياسية و أثبت شعب مصر العظيم مره اخرى للعالم أن لديه من قوة الإرادة وصلابة العزيمة للمضى دائمًا للأمام متخطيًا جميع الصعاب والتحديات و اضاف أن الدولة المصرية تقدر حجم التضحيات التى تحملها شعب مصر العظيم .
وفيما يخص ازمة جائحة كورونا فقد وجه سيادته التحية و التقدير لأبناء مصر الأوفياء من الأطقم الطبية والقائمين على المنظومة الصحية بالدولة لمحاصرة فيروس "كورونا" واحتـواء تداعياتـه،
و اوضح الرئيس توجهات الدولة المصرية في هذا الشأن باننا نعمل على تحقيق التوازن بين حماية المواطنين من خطر الفيروس فى المقام الاول وبين استمرار دوران عملية الإنتاج والتنمية.
اما فيما يخص القضايا التي تمس الامن القومى للبلاد فى الوقت الراهن فقد اوضح الرئيس جملة من النقاط و هى :
1- أن أمن مصر القومي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمن محيطها الإقليمي فهو لا ينتهي عند حدود مصر السياسية بل يمتد إلى كل نقطة يمكن أن تؤثر سلبًا على حقوق مصر التاريخية .
2- اننا نعيش وسط منطقة شديدة الاضطراب، وأن التشابكات والتوازنات في المصالح الدولية والإقليمية في هذه المنطقة تجعل من الصعوبة على أية دولة أن تنعزل داخل حدودها تنتظر ما تسوقه إليها الظروف المحيطة بها.
3 – ان مصر تدرك جيدا حجم المخاطر والتحديات التي ربما تصل إلى تهديدات فعلية تتطلب التصدي لها بكل حزم على نحـو يحفـظ لمصر وشعبها الأمن والاستقرار،
4- ان مصر على الرغم من امتلاكها لقدرة شاملة ومؤثرة في محيطها الإقليمي إلا أنها تجنح دائمًا للسلم و يدها ممدودة للجميع بالخير والتعاون لا تعتدى على أحد ولا تتدخل في الشئون الداخلية.
5- ان مصر ستتخذ ما تراه من اجراءات بما يحافظ على أمنها القومي هذه هي سياسة مصر التي تتأسس على الشرف في كل تعاملاتها دون التهاون في حقوقها.