أحمد أبو صالح يكتب.. محافظ الشو الإعلامي
بوابة البرلمان
الحكمة تقول "اعمل على أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك، كما يحبونك عندما تتسلمه".
أي نظام أو حكومة أو مسؤول لديه الرغبة الصادقة في الإصلاح والتقدم يجب عليه أن يتفهم فائدة النقد الموضوعي البناء حتى لا ينتهي ما يفعله إلى الفناء، مع كل تغيير يستبشر المواطن رياح الأمل تسري فى الشرايين وهو ما يحدث مع كل حركة للمحافظين، وانتظرت الناس حاملين مشاعل التطوير كلا فى محافظته، وفى حالة إلقاء الضوء على محافظة عريقة مثل الدقهلية ستجد أن الأوضاع تزداد سوءاً يوما بعد الآخر، لا يوجد منظومة تسير فى مسارها الصحيح ومنها على سبيل المثال ملف القمامة التى تملأ الشوارع الرئيسية والداخلية، ومصانع تدوير قمامة داخل الكتل السكنية أو مراكز تجميع يتأذى منها المواطنون وتتسبب فى أمراض مزمنة مثل مصنع القمامة بقرية"بشلا" المرفوض شعبياً رغم الشكاوى العديدة وخروج تقرير لوزارة البيئة تطالب بالوقف الفورى لهذا المصنع نظراً لقربه من الكتلة السكنية ومجمع مدارس للأطفال ولكن المحافظ لا يريد اتخاذ القرار بوقف ما يحدث يومياً حرصاً منه على صحة المواطنين وسلامتهم وتحويل المكان للمنفعة العامة سواء مجمع مصانع صديقة للبيئة تنتج ما يفيد المجتمع وحتى يعمل شباب القرية والقرى المجاورة فيه فى خطوة للقضاء على البطالة، أو تحويله لمجمع مدارس تجريبية نظراً لعدم وجودها وأقرب مدرسة تجريبى على بعد ساعات من تلك القرية وهو أمر مرهق للطلاب وأولياء أمورهم وهو ما استدعى أحد رجال الأعمال من القرية ومعروف عنه الخير الإعلان عن تبرعه بعمل مجمع مدارس وجميع المستلزمات على نفقته الشخصية فى حالة الموافقة على ذلك، أو تحويله لمستشفى عام نظرا لأن لأقرب مستشفى داخل مدينة ميت غمر وهى مسافة ليست بالقصيرة وفى حالة نقل الحالات الإنسانية الحرجة تجد صعوبة والضغط عليها كبير جدا والمساحة الكبيرة للمكان تصلح لكل الأغراض التى ذكرتها، ولكن السيد المحافظ لا علاقة له بما يكتب أو ينشر أو ما يرسل له من استغاثات المواطنين وتلبية رغبتهم فى التطوير والإصلاح.
للأسف المحافظ مهتم فقط باللقطة لذلك أطلق عليه البعض محافظ الشو الإعلامى منذ توليه المسؤولية وقدومه للمحافظة العريقة عندما قام بجولة فى شوارع المنصورة وقام بإيقاظ كام شخص ينامون فى العراء وقال لهم هنعمل لكم أكشاك تسترزقون منها وعندما سألت بعض الزملاء محرري المحافظة عن التنفيذ قالوا لى بالحرف كان مجرد شو إعلامي وهو ما شجع آخرين على النوم فى الشوارع حتى يحصلوا على أكشاك حيث شجعتهم تصريحات المحافظ وقتها على ظاهرة أشعلت الموقف ولم تعالجه.
وكانت ذروة جولات الشو الإعلامي ما حدث مع مديرة مدرسة بسبب خلع شباك ليس من اختصاصها ولا مسؤوليتها وتنمره عليها بشكل فج فى فيديو تم تداوله على نطاق واسع يقوم فيه بإهانة وتوبيخ مديرة مدرسة بطريقة غير لائقة في واقعة أثارت غضب الرأى العام المصري مما أجبره على استقبال المعلمة كريمة محمود مديرة مدرسة عمر مكرم الابتدائية بمدينة دكرنس والاعتذار لها وتطييب خاطرها.
ولن أتحدث عن استقباله الحافل من باب المحافظة لأحد المرشحين لمجلس النواب دون غيره عن باقي المرشحين وكان وشه سعيد عليه والدليل سقوطه الذريع بالانتخابات وطرده خارج البرلمان.
لكل ما سبق إذا كان تم عمل مؤخراً جوائز مصر للتميز الحكومي وهى فكرة رائعة ياريت يكون فى جوائز "إخفاق المحافظين" أيضاً وأتوقع منحها لمحافظ الدقهلية الحالى عن جدارة واستحقاق.
أخيراً، ليت كل مسؤول فى بلدى يعرف قيمة وقامة الكرسى الذى يجلس عليه كانت أشياء كثيرة فى حياتنا تغيرت للأفضل.