د. ياسر القاضي يكتب : مدخرات الطبقة الوسطى مستقبل الاستثمار الزراعي
بوابة البرلمانظلت العقارات لعقود طويلة هي مخزن ثروة المصريين التقليدي يجتذب مدخرات الطبقة
الوسطى وشرائح من الطبقات الغنية باعتبارها الوعاء المضمون الذي يدر عائدا بسيطا او ربما لا يدر عائدا على الاطلاق الا ان معدل التضخم والازدياد المضطرد في الاسعار كانت تؤدي دائما لارتفاع القيمة شكلا فتتضاعف الثروات في ايدي شرائح من العاملين في الخارج ومن اصحاب المهن الحرة من الاطباء ذائعي السيت ومشاهير المحامين ومدرسي الدروس الخصوصية فقد تحول هؤلاء الي مطوروا عقارات او مستثمريين عقاريين بدرجات و كيفيات مختلفة و خطورة ذلك هو ان قطاع العقارات كمجال مهم للاستثمار ليس من القطاعات الانتاجية صناعية كانت او زراعية اي انها في النهاية لا تصب في صالح ميزان المدفوعات ولا ترجح كفة الانتاج ولا كفة الصادرات.
ان التحدي الثقافي والتربوي الذي يفرضه وباء كورونا علينا الان هوكيف نعيد تربية المجتمع و توجيهه ثقافيا في اتجاه يدعم ويحبذ ويزكي بل ويبرز و يكرم المنتجين في القطاعات الانتاجية الصناعية و الزراعية .
كيف نجذب مدخرات الطبقة الوسطى بل كيف نوجه كافة قوى المجتمع للاستثمار في المجال الزراعي والصناعي واذا كانت الصناعة - بحكم احتياجها إلى التخصص- لا تشكل ولعا لدى المواطن العادي كما تفعل العقارات فان الزراعة
بحكم طبيعتها وطبيعتنا البشرية يمكنها ان تشكل ولعا كافيا ومركز جذب كبير فالله سبحانه وتعالى لم
يخلق الجنة في ناطحة سحاب وانما جعلها بستانا ملئ بالاشجار والفواكه ومن ثم فان الانسان يتجه
بغريزته الي امتلاك البستان والمزرعة فطريا.
لابد الان وبسرعة كبيرة ان تتوجه منظومة الاستثمار في مصر بقطاعيها الحكومي و
الاستثماري لتقديم مشاريع و فرص استثمارية زراعية تتيح لابناء الطبقة الوسطى امتلاك مزارع صغيرة ومتوسطة وكبيرة بتسهيلات في السداد وببرامج دعم فني ومالي و بادوات تشجيع مختلفه بل ازيد على ذلك واطالب باعفاء شامل من الضرائب والرسوم الجمركية.
ان اجتزاب مدخرات الطبقة الوسطى لدعم مشروع قومي كبير للتوسع في زراعة الصحراء يحتاج الى افكار مبتكرة ودعاية قوية ومنظومة ثقافية مواكبة من خلال منابر الاعلام المختلفة هذا العمل المنظومي المتكامل الذي ينبغي ان تتضافر فيه وزارة الزراعة ووزارة الري والحكم المحلي والمحافظات ووزارة الدولة للاعلام بل ووزارتي التعليم والثقافة.
ان انتهاز فرصة جائحة الكرونا التي ستفرض واقع اقتصاديا جديدا على عالم ما بعد الكورونا وستبقى
المقدمة والاستقلال الاقتصادي حكرا على المنتجين الافضل