مساعدات بحرية وأرضية وجوية من أجل غزة
وكالات بوابة البرلمان
تعد الإمارات من أبرز الدول الداعمة للشعب الفلسطيني في مختلف الأزمات الإنسانية التي واجهها الفلسطينيون، ليس فقط منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، ولكن منذ عقود طويلة، انطلاقاً من دورها الإنساني والتاريخي في مساندة الفلسطينيين، والذي أصبح توجهاً راسخاً للدولة كرسه مؤسسها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واستمر نهج قيادتها من بعده.
وطوال عقود مضت، وصلت المساعدات الإماراتية إلى مختلف المواقع في فلسطين، قطاع غزة والقدس وجنين، ومن أبرز هذه المساعدات بناء مدن سكنية للفلسطينيين، وتقديم الخدمات الصحية، والدعم المالي، والمشروعات التنموية، إضافة إلى تلبية أية متطلبات خاصة في ظل أي ظروف استثنائية، ومن أبرزها ظروف الحرب في غزة، إذ بادرت الإمارات إلى تقديم مختلف المساعدات لأبناء غزة الذين يعانون من وطأة الحرب التي تقترب من دخول عامها الثاني.
سلسلة مبادرات لرفع المعاناة
منذ بداية الحرب، بادرت الإمارات إلى رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، وعلى الفور أطلقت مبادرات إنسانية لدعم سكان غزة، وتخفيف آلام المرضى وعلاج المصابين، وانتشال الأطفال من ظروفهم المأساوية، عبر تخصيص مساعدات عاجلة لإغاثة المدنيين، تشمل الغذاء، والدواء، والمستلزمات الطبية الضرورية، والمتطلبات المعيشية، بالإضافة إلى العمل على ضرورة توفير الحماية للمدنيين وتجنيبهم أخطار الحرب والحفاظ على على حياة المدنيين ومرافق الحياة وفقاً للقانون الدولي الإنساني.
جسور جوية تحمل الخير للفلسطينيين بالتنسيق مع مصر.
وانطلقت جسور المساعدات الإنسانية الجوية من مطارات الإمارات إلى مطار العريش في محافظة شمال سيناء المصرية، بالتنسيق مع السلطات المصرية وبتوجيه من الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، تحت مظلة عملية "الفارس الشهم 3" متعددة المجالات والمراحل لتقديم الدعم الإنساني والإغاثي للفلسطينيين.
وإلى جانب "الفارس الشهم" انطلقت مبادرات أخرى متنوعة لتلبية مختلف احتياجات المتضررين، منها تنفيذ عمليات لإسقاط المساعدات عبر الرحلات الجوية تحت عنوان" طيور الخير"، إلى جانب حملات أخرى جرى تنفيذها بالتعاون مع مؤسسات خيرية دولية، من أبرزها مؤسسة المطبخ المركزي العالمي "سنترال كيتشين" من خلال تسيير شحنات مساعدات إلى قطاع غزة عبر الممر البحري الذي كان قائماً في وقت سابق.
تنسيق كامل بين المؤسسات الإماراتية
وعملت المؤسسات الإماراتية خاصة هيئة الهلال الأحمر، ومدينة الإمارات الإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، وغيرها من المؤسسات الإنسانية والخيرية، بشكل تكاملي لتنفيذ أهداف عملية "الفارس الشهم"، لدعم الشعب الفلسطيني في غزة إنسانياً، بالإضافة إلى فتح باب التطوع الذي انضم إليه العديد من الأطباء المسجلين في وزارة الصحة ودائرة الصحة بالعاصمة أبو ظبي، والمتطوعين المسجلين لدى الهلال الأحمر الإماراتي وغيرها من المؤسسات الخيرية.
علاج إماراتي.. بالتنسيق مع مصر
ومن بين مبادرات دعم الفلسطينيين، وجه الرئيس الإماراتي بعلاج 1000 طفل من قطاع غزة في المستشفيات الإماراتية، وتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها حتى تماثلهم للشفاء، كما وجه باستضافة 1000 فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من القطاع من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاج وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجونها أيضاً، على أن يتم استضافة المرضى وعائلاتهم في مدينة الإمارات الإنسانية التي تعد نموذجاً ريادياً في العمل الخيري، ووصل بالفعل أكثر من 1500 من الحالات المستهدفة منذ انطلاق المبادرة.
وأقامت الإمارات المستشفى العائم قبالة ساحل مدينة العريش المصرية، والذي يتوافر فيه 100 سرير، واستقبل مئات الحالات لتلقي العلاج، كما أقامت مستشفى ميدانياً آخر في جنوب قطاع غزة، بإشراف فريق طبي إماراتي، ويعمل فيه أكثر من 100 من الكوادر الطبية والصيدلانية وفنيي المعامل، وتعامل المستشفى مع أكثر من 48 ألفاً و320 حالة لعلاجها منذ افتتاحه في 2 ديسمبر 2023.
أكثر من 75 مليون دولار من أبو ظبي إلى فلسطين
وأمر الشيخ محمد بن زايد، بتقديم 20 مليون دولار (نحو مليار جنيه) دعماً لمواجهة الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، من خلال وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كما وجه بتخصيص 5 ملايين دولار أخرى (نحو 250 مليون جنيه) لدعم جهود كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيجريد كاج، بالإضافة إلى تكثيف المساعدات الإنسانية لسكان غزة، في شهر رمضان الماضي.
كما وجه نائب الرئيس الإماراتي ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، بتقديم 50 مليون درهم (نحو 13.5 مليون دولار أو 658 مليون جنيه) مساعدات عاجلة عن طريق مؤسسة "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، وكما أعلنت المؤسسة في يناير الماضي، عن تقديم منحتين لدعم القطاعين الغذائي والصحي في قطاع غزة؛ الأولى بقيمة 43 مليون درهم (نحو 11.7 مليون دولار) لتوفير الدعم الغذائي المباشر، والثانية بقيمة 37 مليون درهم (نحو 10 ملايين دولار)، لدعم القطاع الصحي في غزة، خصوصاً لفئة الأطفال بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
كما خصصت الإمارات 15 مليون دولار دعماً لـ"صندوق أمالثيا"، بهدف دعم الممر البحر بين الموانئ القبرصية وغزة.
24 ألف متطوع يتراحمون من أجل غزة
وأطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، بالتنسيق مع وزارة تنمية المجتمع، وبالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر، وبرنامج الغذاء العالمي، حملة "تراحم من أجل غزة"، لإغاثة المتضررين من الشعب الفلسطيني.
شارك في الحملة أكثر من 24 ألف متطوع، ساهموا في إعداد 71 ألف حزمة إغاثية من خلال فعاليات تم تنظيمها في أبو ظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية.
أكثر من 37 ألف طن مساعدات غذائية
وعلى صعيد المساعدات الغذائية عملت الإمارات على إيصال 2176 طن من الإمدادات الغذائية بحراً إلى قطاع غزة، بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والولايات المتحدة وقبرص والأمم المتحدة، وبالشراكة مع وكالة "أنيرا"، بالإضافة إلى 300 طن من المساعدات الغذائية إلى شمال القطاع، عبر الممر البحري، وبالتعاون مع مؤسسة المطبخ المركزي العالمي.
وأرسلت الإمارات 8 سفن مساعدات إلى ميناء العريش، حملت 18 ألفاً و500 طن من الإمدادات الغذائية، لإدخالها إلى قطاع غزة، وبلغ إجمالي مام تم نقله من المساعدات الغذائية أكثر من 37 ألفاً و400 طن من الإمدادات الغذائية العاجلة، عبر 1243 شاحنة، و329 رحلة جوية، منها 50 عملية إسقاط جوي، كما شيدت 5 مخابز أوتوماتيكية لتأمين الاحتياجات اليومية لأكثر من 72 ألف شخص، ووفرت الدقيق لـ8 مخابز قائمة بالفعل في القطاع، توفر الاحتياجات اليومية لأكثر من 17 ألفاً و140 شخصاً، كما أقامت 6 محطات لتحلية المياه تنتج 1.2 مليون جالون مياه يومياً، يستفيد منها 600 ألف نسمة من سكان القطاع.