أحمد الحضري يكتب : يوميات صحفي برلماني ”26” .. علي عبد العال .. النزيه !
بوابة البرلمانقد لا يعرف كثيرون الجانب الآخر من شخصية الدكتورعلي عبد العال رئيس مجلس النواب ولا يتحدثون عنه إلا بوصفه رئيس لنواب بعضهم تسبب في تشويه البرلمان لدي المواطنين ويوجهون سهام النقد والتجريح له ليل نهار وهم أبعد ما يكونوا عن الموضوعية أو المنطق أو العدالة في طرحهم .
د . علي عبد العال كما عرفته صبور ، خجول يحفظ الجميل ، صاحب موقف ، إذا قال فعل ، يحترم كلمته ، طيب القلب ، نظيف اليد ، عف اللسان ، مؤدب ، تربي في بيت صعيدي علي العادات والتقاليد الأصيلة ، لم يتبدل ولم تغيره المناصب علي كثرتها وأهميتها ، يحتفظ لجميع النواب بمسافة واحدة من المساواة والود والتقدير فقيه دستوري ، لا يحتاج إلي دروس خصوصية في القانون بل يعطيها للنواب تحت القبة و" الوقائع في ذلك كثيرة "
يخطئ من يعتقد أنه غير منتبه ، أو غير واعي لما يدور حوله ، لأنه يعرف كل صغيرة وكبيرة ويدرك حجم كل نائب وسقطاته إن وجدت ، يدير جلسات المجلس بحرفية عالية وإقتدار ظهر بوضوح بدءا من الدورة البرلمانية الثانية ، علي منصة المجلس ملك أدواته وأصبح أكثر حسما بغير مغالاة، أكثر قوة بغير إفراط ، ودودا للغاية ، ويحترم الصغير والكبير، لايحب الأضواء كثيرا ، ولا يتكلم إلا حينما يكون لكلامه ضرورة .
يحمل حملا ثقيلا فوق كاهله لكنه " قدها وقدود " صلبا كجبال أسوان قويا كرخامها ، كما قال ذات مرة عن نفسه ، لا ينكسر ولا يلين ولا ينفذ إلا مايريد .
لست هنا في موقف دفاع عن هذا الرجل الذي يستطيع أن يتحدث عن نفسه إن أراد لكن هالني هذا الهجوم وتلك الحملة الحقيرة ضده والتي يقوم بها بعض أصحاب المنابر الإعلامية الرخيصة والمأجورة خارج مصر وتعلمونهم جيدا .
تنهال الطعنات علي الرجل من كلاب قطر وتركيا لمهاجمةالرجل وهم لا يعلمون أنه من اشرف الناس الذين يعملون في صمت واخلاص لهذا الوطن وانه ليست له ادني علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالبيزنس ورجاله ، وأنه يعتز بنفسه كثيرا وبكونه أستاذ جامعة ورئيس مجلس النواب وأن ذلك عنده أفضل بكثير من كنوز الدنيا وأموالها جميعا .
يتحفظ متابعون ومتخصصون علي ممارسات بعض النواب وقد يقول قائل أن هذا البرلمان من أقل البرلمانات هجوما علي الحكومة ، والواقع يكذب ذلك لان هناك كم رهيب من طلبات الإحاطة والبيانات العاجلة والاستجوابات عن الاهمال والفساد بمختلف وزارات الدولة وإزداد عدد هذه الوسائل الرقابية بعد مطالبة الرئيس لنواب الشعب بأن يقوموا بدورهم أكثر .. قد يري البعض أن لدينا نوابا أساءوا لهذا البرلمان من خلال ممارسات سيئة وأقول إن لدينا في هذا البرلمان نواب من الكبار والشباب هم من أشرف النواب علي مدار تاريخ البرلمان المصري الذي تجاوز عامه ال ١٥٤ في أكتوبر الماضي .
وحتي إذا سلمنا بأن هناك قلة من النواب تسيئ أو ينطوي أداؤها علي إساءة للبرلمان أو لايقومون بدورهم كما ينبغي فما ذنب الرجل ؟
أعلم أن الدكتورعلي سيتحمل وزرهؤلاء الفاشلين المسيئين إلي البرلمان لكن الإنصاف يقتضي القول أنه لا يسمح بوجود أي فاسد تحت قبة البرلمان وذلك وفق الآليات والأدوات القانونية واللائحية .
وعندما لاحظ إزدياد تقارير لجنة الشئون التشريعية حول طلبات رفع الحصانة عن النواب تنتهي كلها إلي رفض الطلبات بحجة أودعوي" الكيدية "وقف وقفته الشهيرة وأبدي تحفظه على توصية اللجنة، مؤكدا أن جرائم الشيكات بدون رصيد، لايوجد بها شبهة كيدية، إطلاقا، وأن على اللجنة التشريعية التي تضم قامات قانونية كبيرة ومشهود لها، أن تعى لذلك جيدا.
ولم يكتف بذلك بل أكد أنه آن الأوان أن يطهر المجلس نفسه بنفسه ، مؤكدا "أن الفترة القادمة ستشهد هذا الأمر"، مشيرًا إلى أنه لا كيدية في قضايا الشيك بدون رصيد .
من المؤكد أن الأيام القادمة تحمل الكثير من المفاجآت التي ستعرف كثيرين من أبناء الوطن أن هذا الرجل وإن أحببته أو لا وان اتفقنا عليه ام لا من أشرف أوانظف رجال مصر وانه لا يقبل بوجود فاسد واحد تحت القبة .