أحمد الحضري يكتب .. عودة الحياة الطبيعية
بوابة البرلمانلاشك أننا جميعا ندعم أى قرارات تراها الدولة وتتخذها من أجل الحفاظ علي صحة المواطنيين وحماية حياتهم في مواجهة فيروس كورونا المستجد ، لكن فى الوقت ذاته إختلافنا مع هذه القرارات أحيانا لا يعني بالقطع أننا ضد هذه القرارات وإنما محاولة لتوضيح وتذكرة المسئولين بما قد ينسوه في إطار معالجتهم للأمور .
وفي هذا الإطار أود التاكيد علي أن فتح المولات التجارية ومراكز التسوق ينتج عنه أعداد كبيرة - لاشك - أكثر بكثير من تلك المتواجدة في المساجد لأداء صلاتى العشاء والتراويح فلماذا لا تفتح المساجد أيضا مع وضع ضوابط صارمة علي المصلين يتم مراقبة تنفيذها مع غلق تام لأى مسجد لا يلتزم المصلون بما يتم إقراره من ضوابط .
إن شهر رمضان له وضع خاص في نفوس المسلمين عموما والمصريين بصفة خاصة ولا يعقل أن تغلق المساجد على هذا النحو التام خاصة أن هناك العديد من الدول تفتح مساجدها بشكل تام وتقيم الصلوات جميعها بانتظام ولديهم معدلات إصابة كبيرة بكورونا .
لدينا في مصر وفق آخر إحصائية 2 مليون كافيه ومقهى إذا افترضنا أن كل كافيه أو مقهى يعمل به 5 افراد فهذا يعنى أن هناك 10 مليون إنسان قطعت أرزاقهم ولا يجدون من يساندهم أو يعطيهم ما يكفي حتى لشراء العيش فقط .
فإذا ما عرفنا أن كل واحد من هؤلاء ال 10 مليون إنسان ينفق على أسرة أو يساعد أسرته المكونة من 4 افراد في المتوسط فإن مايقرب من 40 مليون مصرى يعانون أشد المعاناة من غلق المقاهى والكافيهات بشكل تام .
ولا تتوقف حدود المعاناة عند هؤلاء فقط وإنما تطال أيضا تجار البن والشاى والسكر والعصائر وعدة صناعات تتصل بشكل مباشر أوغير مباشر بعمل الكافيهات والمقاهى وهي لاشك تؤثر بنسبة ما علي النشاط الإقتصادى ككل .
لعل الغالبية تتفق معي في ضرورة إعادة فتح الكافيهات والمقاهى لعدة أسباب أهمها عدم خضوع أصحاب المقاهى والكافيهات ومستاجريها لمظلة تعينهم علي الحياة .
إعادة فتح الكافيهات والمقاهي ربما يسهم بشكل أو بآخر في تنشيط جزئى للإقتصاد مرة أخرى .
التخفيف من حجم التوترات والمشكلات الاسرية الناتجة عن تواجد الجميع فى البيت وما قد يؤدي اليه ذلك من زيادة معدلات الطلاق والانهيارات الاسرية .
لكن إعادة فتح المقاهى والكافيهات بشك جزئى لايجب ان يتم إلا في إطار حزمة من الضوابط أهمها :
ارتداء روادها الكمامات والجلوس علي مسافات بعيدة نسبيا .
حظر استخدام الاكواب الزجاجية واعتماد البلاستيكية او الفوم بدلا منها .
حظر استخدام الشيشة بشكل تام .
وكل من يخالف هذه الضوابط او لا يلتزم بها يتم اغلاق المقهى او الكافيه مرتكب المخالفة الي الأبد .
دعونا نستثمر هذا الوباء في إعادة تنظيم سلوكياتنا اليومية وإعتماد سياسة التباعد الاجتماعى بشرط الا يؤثر ذلك علي نشاطاتنا الإقتصادية وأرزاق الناس .