د. هشام ماجد يكتب.. آسعٍدِ الله صباحك 2021
بوابة البرلمانتفصلنا ساعات عن نهاية عام 2020، العام الذي بدأ مختلفا عن الأعوام السابقة، بعد أن شهد تفشي وباء كوفيد-19 كما شهد تصاعد التوترات في أكثر من بقعة في العالم وكوارث طبيعية ومنها :
☆ في 11 يناير أعلنت الصين عن أول حالة وفاة بفيروس كورونا وقد أعقب ذلك انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم خلال أشهر فقط، مما أدى إلى فرض الإغلاق العام في معظم أنحاء العالم للحد من انتشار الفيروس وأصيب بوباء كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا، أكثر من 768 مليون و 360 ألف شخصاً حول العالم كما وصل عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس إلى أكثر من مليون و693 ألف شخصاً حول العالم والأعداد في تزايد وعلى الرغم من أن الفيروس بدأ من مدينة ووهان في الصين، إلا أن الولايات المتحدة والبرازيل والهند والمكسيك وإيطاليا تتصدر العالم من حيث عدد الحالات المصابة وجراء تفشي فيروس كورونا بسرعة حول العالم، بدأت عدة دول أوروبية بتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي والإغلاق العام، بدءاً من شهر مارس وحتى الوقت الحالي وفرضت عدة دول قيوداً على السفر والعمل واللقاءات الاجتماعية وخسرت الشركات التجارية ملايين الدولارات والكثير من الناس وظائفهم ، وبات الكثير من النشاطات افتراضيا يجري على الإنترنت، في مختلف النواحي كالتسوق أو التدريس أو الاستشارات الطبية وغيرها من مجالات الحياة.
☆ وفي 8 يناير، تحطمت طائرة ركاب أوكرانية بعد إقلاعها من العاصمة الإيرانية طهران، وكشفت التحقيقات أن الطائرة قد أسقطت بصاروخ إيراني عن طريق الخطأ أثناء تنفيذ الجيش الإيراني عملية إطلاق صواريخ استهدفت قاعدة أمريكية في العراق انتقاماً لمقتل الجنرال سليماني وقُتل جميع الركاب على متن الطائرة البالغ عددهم 176 شخصا، وهم من جنسيات مختلفة.
☆ في أستراليا أدت درجات الحرارة المرتفعة واستمرار موجة الجفاف إلى إنتشار موجة حرائق غير مسبوقة في البلاد، مما أدى إلى مقتل 24 شخصاً ونفوق ملايين الحيوانات وظلت الحرائق مشتعلة منذ سبتمبر 2019، لكنها توسعت وشملت مساحات أكبر في يناير من عام 2020، مما أدى إلى إخلاء مدن بكاملها ولم تفلح جهود السلطات في السيطرة عليها وأتت الحرائق على حوالي 60 ألف كيلومتر مربع من الغابات والأحراش والحدائق مخلفة أضراراً جسيمة.
☆ في الرابع من أغسطس 2020 ، شهد مرفأ بيروت انفجارا ضخما وقع في مرحلتين في أحد عنابر الخزن في المرفأ الذي كان يضم شحنة ضخمة من مادة نترات الأمونيوم سبق مصادرتها من سفينة رست في المرفأ وخلف الأنفجار حفرة عرضها 140 مترا وقد امتلأت بمياه البحر ومشهد دمار كبير في المرفأ والأحياء القريبة منه وسويت المستودعات وصوامع الحبوب بالأرض كما انهارت الأبنية والمنازل المحيطة بموقع الأنفجار وقتل نحو 140 شخصاً وأصيب المئات بجروح وأظهرت صور الأقمار الأصطناعية مشهد دمار مروع في منطقة الميناء وتبدو إحدى السفن فيها قد قذفت خارج مياه البحر لتسقط على الرصيف من شدة عصف الانفجار.
◇ ولكن إذا كنت تظن أن هذه الأيام هي أصعب أيام، فعليك أن تعيد النظر، وتفكر في الأمر بطريقة أخرى إذ كان يمكن أن يسوء الحال أكثر، لو كنا نعيش في عام 536 بعد الميلاد حيث كان ذلك العام "أحد أسوأ الفترات، إن لم تكن أسوأها"، لمن كان يعيش في أجزاء شاسعة من العالم في ذلك الوقت فقد غمر ضباب غريب أوروبا، والشرق الأوسط، وأجزاء من آسيا، وصارت السماء قاتمة ليلا ونهارا، لمدة 18 شهرا، وانخفضت درجة الحرارة في صيف عام 536 بنسبة بين 1.5 درجة و2.5 درجة، ليبدأ أبرد عقد وسقطت الثلوج في ذلك الصيف في الصين، وتضررت المحاصيل الزراعية، ومات الناس جوعا وحدوث شح في الخبز فيما بين عامي 536 و 539" وفي عام 541 أصاب نوع من الطاعون، يعرف بالطاعون الدملي، ميناء بيلوسيوم الروماني وانتشر ذلك الطاعون، بسرعة كبيرة وقضى على ما بين ثلث إلى نصف سكان الإمبراطورية الرومانية الشرقية ثم تبع ذلك انفجاران كبيران آخران في عامي 540 و547 وأعقب تلك الانفجارات المتكررة ظهور طاعون، أدى إلى إغراق أوروبا في جمود اقتصادي أستمر حوالي قرن من الزمن، حتى عام 640 بعد الميلاد..
* أذن لم يكن عام 2020 هو الأسوأ في تاريخ البشرية وقد يكون عام 2021 هو الأفضل في تاريخ البشرية لذا يجب النظر للحياة بجانب مشرق وسعيد ، أقنع نفسك وردد أنك سعيد، وأنك تمتلك أسباب السعادة ، حطم اليأس بكلمات التفاؤل، والفرح، وكل ماداهمك اليأس دع الأمل يشرق في قلبك فالقادم وعام جديد سعيد واجمل إن شاء الله.