أحمد الحضري يكتب : يوميات صحفي برلماني ”34” ..نواب آخر الزمان !
أحمد الحضرى بوابة البرلمانفي البرلمان الحالي الآن ٥٩٣ نائبا منهم ٧٣ رجل أعمال منهم من تجاوزت ثروته مليار و ٣٠٠ مليون دولار !!
بجانب هؤلاء ال ٧٣ رجل أعمال هناك نواب حققوا مصالح وصفقات بملايين الدولارات طوال الأعوام الماضية مستثمرين الحصانة والهيلمان اللي عايشين فيه .
لكن المتابع يدرك علي الفور أن نواب الشعب تركوا الدولة بمفردها تواجه أزمة فيروس كورونا المستجد دون أي مبادرة حقيقة أو جادة بعيدا عن توزيع شنط المواد الغذائية .
يفتقد البرلمان الحالي لروح الجماعة والتوحد في مبادرة جادة وملهمة للأخرين .
ينفق البرلمان مايزيد عن مليار جنيه كل دوره برلمانية يعني ٥ مليارات وزيادة في الفصل التشريعي والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يقبل نواب الشعب علي أنفسهم - ومصر في هذه المحنة الكبيرة - أن يحصلوا علي بدلاتهم عن حضور الجلسات العامة واللجان النوعية ؟
وهي غير قائمة بالفعل وغير منتظر أن تنعقد في القريب العاجل .
لماذا لا تكون هناك مبادرة من الدكتور علي عبد العال وأعرف أنه رجل وطني ومحبوب ولو أقدم علي أي مبادرة سيقبلها النواب علي الفور ، مبادرة للتبرع بمخصصات النواب لمدة ٦ أشهر وهو مبلغ لو تعلمون كبير علي أن يذهب هذا المبلغ لمساعدة الدولة في إعانة المتضررين من الأزمة خاصة العمالة غير المنتظمة ، إذ أن مبلغ ٥٠٠ جنيه الذي تقرر للفرد غير مفيد ولا يعني اي شئ في هذه الأيام .
لماذا لا يبادر رجال الأعمال من النواب للتبرع - بمايستطيعون وهو أكثر من زملائهم النواب بالطبع - في حساب مخصص لذلك والتبرع ليس سبه أو شيئا سيئا بل يحدث حاليا في كل الدول - حتي الإمارات - التي تتمتع بإمكانات مالية كبيرة .
نريد مبادرة جادة وملفتة تليق بنواب أعرق البرلمانات في العالم بدلا من الكمامات وشنط الاغذية التي تقوم قلة من النواب بتوزيعها .
نريد مستشفي بحجم مكانة مصروإسمها وأهلها يبنيه رجال الأعمال ليكون أكبر مستشفي في الشرق الأوسط أو مستشفي بكل محافظة وهم لا يعجزون عن ذلك بل إن تكلفة المستشفيات لا تمثل ١% من ثرواتهم ، عيب كبير ألا يكون لدينا مستشفي محترم ، حتي لو مرض هؤلاء الأكابر يجدوا مكانا لهم وأسرهم للعلاج بعد أن تقطعت السبل بهم ولم يعد السفر للخارج ممكنا !
قد يري البعض انها ليست مهمتهم وإن ذلك هو دور الحكومة وردي عليه ، بالعكس تماما هذا واجبهم بعد أن حصدوا مليارات الدولارات عبر عقود طويلة سخرت الدولة كل إمكاناتها لهم عبر بنية تشريعية للاستثمارات وحوافز للمستثمرين ومساحات كبيرة من الأراضي استولوا عليها تقدر قيمتها الآن بمليارات الدولارات وحصلوا عليها برخص التراب ، ناهيك عن ملف التهرب الضريبي الذي يمتلئ بأسماء الكثيرين منهم وأعتقد أن الدولة عليها الآن - أكثر من أي وقت مضي - الضرب بيد من حديد في هذا الملف حتي تحصل علي حقها وهي في أمس الحاجة إليه الآن فلا أحد يعرف متي تنتهي هذه الأزمة وكم ستتكلف الدولة لمواجهتها .
لقد جاءت أزمة فيروس كورونا المستجد لتكشف عن معادن الرجال ومنهم نواب مصر ، فهناك من بادر وتبرع ودعا زملاءه أن يقفوا خلف مصر في المحنة مثل الدكتور عبد الرحيم علي الذي لا يتردد ولا يتأخر لحظة والمواقف والأحداث تشهد بذلك .
وهناك من إختار أن يقوم بتوزيع مواد غذائية أغذية أو كمامات ومطهرات مثل حسين ابو جاد في حدائق القبة ووحيد قرقر في دائرة بلقاس ومحمد عبد الله زين الدين في ادكو ومحمد العقاد في المنيل ومحمد فؤاد في العمرانية و أحمد ادريس في الاقصرومحمود شعلان في كفر الدوار وعبد الهادي بعجر في مركز بدر ووادي النطرون وإيهاب العمدة في الزاوية والشرابية .
وهناك من النواب من إكتفي بتوجيه طلب إحاطة للحكومة أو لبعض الوزراء ينتقد ما يحدث وكثيرون إلتزموا الصمت المطبق دون أي مشاركة أو تأثير أو أي جهد ملحوظ . " وكأنهم ليسوا من مصر " . !!
الخلاصة أن قلة من النواب من طين هذا البلد يعشقون ترابه ويقفون بجواره في كل المواقف وطنيون ، شرفاء ، أنقياء ، بينما اكتفي الباقون بالشو الإعلامي تارة وبتوزيع فتات الفتات علي الأهالي ، والبعض الآخر التزم الصمت ويعاني الإحباط والاكتئاب ، في المجمل تركوا الدولة بمفردها في هذه المحنة التي قد لا يأتي أسوأ منها فاستحقوا فعلا وصف نواب آخر الزمان ..!