”أمينة”.. حكاية فتاة تركت شركات الطيران.. لتحترف شخصيات المكياچ (صور)
ياسمين عزت بوابة البرلماندرست علوم الحاسب الآلي، بأحد الأكاديميات المصرية، وبعد التخرج حاولت اكتشاف رغباتها واثبات ذاتها، فالتحقت بسوق العمل، وعملت كمضيفة أرضية بإحدى شركات الطيران، لكن رغبتها الكامنة المتمثلة في احتراف المكياچ، دفعتها لتغيير المجال، فكانت لديها لمسات فنية، هذا بالإضافة لممارستها للرسم والشغف به، فعملت "ميكب أرتست" لتزيين الفتيات والعرائس المقبلات على الزواج، الى أن اتجهت لمجال شغفت به حبا.
هي "أمينة" فتاة ثلاثينية، تقيم بأحد مدن القاهرة، عرفت قدرتها الفائقة في مجال الماكياج، ولمست تميزها عن الآخريات، فقررت ان تكون مختلفة بتميزها وفريدة في مجالها، باتباع الجديد وتطوير ذاتها وموهبتها، فلجأت لاحتراف المكياج السينمائي، المعروف بالتأثيرات الخاصة، وهو بالتحديد الذي يطلق طاقاتها الفنية الكامنة، فلجأت لتطوير ذاتها وموهبتها بالاعتماد على نفسها.
لم تتعارض رقتها وعذوبة أنوثتها، مع تجسيد مشاهد الرعب والدماء وكذا الجروح المفزعة، ويتخيل الرائي للوهلة الأولى، أن تلك المشاهد حقيقية فينخلع قلبه خوفا وألما، وسرعان ما يتحول لدهشة واعجاب، فور علمه بأنها مشاهد فنية، جسدتها أمينة بأدواتها من الدقيق والخشب وألوان الطعام، وبعض المواد السائلة وأخرى تطوعها، للرسم بها وخلق الشخصيات التي تجسدها، من المشاهير وشخصيات تصنعها من وحي خيالها، هذا بالإضافة إلى الجروح الدامية التي تصنعها بالمكياج.
تميز أمينة بالحس الفني كالرسم وحبها للديكور، ساعدها في احتراف المكياچ السينيمائي، كما دعم تجسيدها لمشاهد الرعب، عشقها للإثارة والرعب ومتابعة السينما العالمية وأفلام الرعب التي تنتجها، فهي تشاهدها بعين فنان لا بعين مشاهد عادي، كل هذا دفع أمينة، للإستغناء عن مبالغ مالية كبيرة، تنفقها على شراء الخامات اللازمة وكذا التجارب التي تجريها، للوصول إلى افضل النتائج في التأثيرات الخاصة، وترى أن المال هينا، امام مواصلة طموحها، لتحقيق العمل يوما ما في الأفلام السينمائية والدراما، والمتابعة والاستمرار لموهبتها سيثقلها بالتدريج، كما وانها هوايتها المفضلة التي تعد بمثابة نافذة تنظر منها على السعادة بل وتعيشها ايضا من خلالها.
استطاعت أمينة رسم شخصيات المشاهير، فجسدت بالمكياج الفنان المطرب محمد منير، وكذا الفنان محمد سعد، وعدد من شخصيات مسلسل فارس بلا جواد، هذا بالإضافة لشخصيات وابتكرتها من وحي خيالها، بالكونتور والمكياج الاحترافي، لكنها تفتقد الماسكات التي تحدد قسمات وجه الرجل وتميزه عن السيدات، والمثير للدهشة انها تتقمص الشخصية وكانها أمام كاميرا تمثلها، فتتمرن على أداء انفعالاتها وتعبيرات الوجة وغيرها من الأساليب التي تجعلها نسخة من نفس الشخصية وكأنها هي لا فرق بينهما.
تسعى أمينة بطموحها لتحقيق العالمية، لم تيأس يوما أو تتراجع عن تحقيق الحلم، فهي ترغب بالعمل في الأفلام السينمائية المصرية ثم السينما الأمريكية والانطلاق في اروقة السينما، وترغب في ان تتوفر كافة الخامات اللازمة في عملها في مصر، بدلا من استيرادها بصعوبة من الخارج باعتمادها على طرقها الشخصية، فكم تعتز بعملها وفنها.